هو الجندي/ شوقي غانم محمد احد جنود سريتي الافذاذ....منذ لحظه وصوله كمستجد في منتصف عام ١٩٧٢ وانا اشم فيه رائحه الشهيد فلقد كان يملك شجاعه هادره تكاد تصل الي حد التهور ولقد نبهته اكثر من مره اثناء التدريب بالذخيره الحيه علي ضروره توخي الحذر ولكنه كان يرد علي العمر واحد يافندم ومش هاخد اكتر منه دقيقه واحده...

هو من محافظه الشرقيه حيث الاخلاق الفطريه الطيبه ومن اسره بسيطه جدا سواء من ناحيه الامكانيات او من الموارد فأبوه يعمل اجيرا للغير في الاراضي الزراعيه وله من الاخوات خمسه بنتان وثلاثه اولاد غيره....

خاض معي تنفيذ المهام التي كلفت بها سريتي وظهرت بسالته الغير طبيعيه عندما كان العدو يقوم بالهجوم المضاد علينا ولم يخشي مواجهه دباباته ولاحظت عليه انه كان في قمه لياقته الذهنيه اثناء تعامله معها حتي انني لم اوجهه له اي ملاحظات عند تعامله معها وساهم مع باقي افراد فصيلته في تدمير دبابتين من احدث مايملكه عدونا الاسرائيلي واحدث ماانتجته ترسانه السلاح الامريكي.. .

في يوم ١٦اكتوبر اصيب اصابه شديده من جراء قصف جوي مركز علي موقع السريه فنقلناه بسرعه الي المستشفي الميداني بالاسماعيليه ودون اسمه في دفاتر الدخول بها واجريت له عده عمليات كبيره وعندما استقرت حالته اعيد توزيعه الي مستشفي مدني مجهول ولا احد يعلم ماهي الظروف او الملابسات التي لم تمكن المسؤل من كتابه اسم المستشفي الذي اعيد توزيعه عليها...(كانت المستشفيات المدنيه قد دخلت ضمن خطه التأمين الطبي لافراد القوات المسلحه) المهم عندما نزلت اول اجازه لي من الجبهه في يناير ١٩٧٤ ذهبت الي مستشفي الاسماعيليه لاسأل عنه فوجدت في دفتر الدخول واسمه في دفتر اعاده التوزيع علي المستشفيات المدنيه ولكني لم اجد اسم المستشفي التي ذهب اليها..........!!!!!!!

صدمت بهذا الموقف وبدأت رحله طويله لابحث في جميع المستشفيات المدنيه التي كانت تستقبل المصابين من افراد القوات المسلحه وكان يساعدني في ذلك رفيقي المؤتمن الملازم/شوقي عبد المنعم الي ان عثرت علي اسمه في دفتر دخول مستشفي العجوزه وابلغوني انه استشهد بعد وصوله بأسبوع عندما تدهورت حالته بسرعه وبدون انذار وحضر اهله واستلموا جثمان ودفنوه بقريته ولم يكلف الموظف المسؤل ان يبلغ عن ذلك للقوات المسلحه ولما كان اهله من البسطاء واللذين يجهلون الاجراءات فلم يبلغوا القوات المسلحه ايضا عن استشهاده مما ادي الي عدم ادراجه في كشف شهداء الكتيبه.....وبدأت رحله اخري طويله لعمل ملحق لكشف الشهداء ساعدني فيها قائدي العظيم المقدم اح/رجب عثمان والعقيد/محمود المصري قائد اللواء ونجحت بفضل مساندتهم الصادقه لي في هذا الموقف وصاحبني قائدي العظيم الي هيئه التنظيم والاداره للقوات المسلحه لادراجه في كشوف الشهداءلصرف مستحقاته واشهد ان الكل كان متعاونا وحريص علي وصول مستحقاته لاهله... والي روحه الطاهره اقول يكفيك من الدنيا انك قاتلت في سبيل الله ويكفيك ايضا اصطفاء رب العزه لك لتكون بجواره تتمتع برائحه الجنه فهنيئا لك بذلك وهنيئا لك حبنا لك فأنت في شغاف القلوب

المجد لجيش مصر.....وتحيا مصر الوطن