الملازم اول/لطفي محمد علي....دفعتي وزميل السلاح ابن حي الحضره باالاسكندريه ولذلك اكتسب من اهلها الجدعنه والدم الحر واخلاق اولاد البلد الاصليين ..كان رفيقي في فرقه القفز باالمظلات ودوري كان خلفه مباشره لاني اخف منه وزنا وترتبب القفز بالاوزان دائما واشهد له بثبات الاعصاب والشجاعه...انضممنا علي الكتيبه سويا وشغل هو قائد لفصيله مدافع مضاده للدبابات وانا قائد لفصيله مشاه.وبمجرد قيادته للفصيله ظهرت بصماته واضحه علي مستوي جنوده من رماه المدافع.... اي نعم كانت مدافع عفا عليها الزمن (من الحرب العالميه الثانيه..منهم لله الروس فلقد كانوا يلقون لنا زباله اسلحتهم ) ولكن الاراده والعقليه المصريه اعاده الروح لهذه الاسلحه وادخلت عليها الكثير من التعديلات التي جعلتها تواجه الاسلحه الاسرائيليه سواء في حرب الاستنزاف او حرب 73.

في يوم 27 يونيو عام 69 دبرنا اشتباكا مع العدو وكان هذا الاشتباك علي مستوي الجبهه كلها وكان يوما مجيدا لمدفعيتنا ودفاعنا الجوي وجميع اسلحه الضرب المباشر فلقد اختارنا اهدافنا بدقه شديده وبدا الاشتباك حوالي الواحده ظهرا وانتهي حوالي الخامسه مساءا اربع ساعات من القصف المتبادل بيننا وبين اليهود دمرنا لهم كل مابنوه من نقط قويه علي الضفه الشرقيه لقناه السويس علاوه علي جميع نقاط المراقبه لهم ونقاط الذخيره والمياه والعربات التي كانت موجوده بالمواقع لهم ..وكان الشهيد /لطفي محمد علي خلال الاشتباك قمه في النشاط وقمه في تصحيح الرمي للمدافع التي تحت قيادته وظهرت دبابه علي الضفه الشرقيه اراد الشهيد ان يصيبها بنفسه ولكنها كانت اسرع منه واطلقت قذيفتها فاصابته بشظيه اخترقت صدره واخري في جهاز التنشين فاستقر في قاع جمجمته لدرجه اننا حاولنا نزع جهاز التنشين من عينه فلم نفلح ودفناه وجهاز التنشين عالق بعينه التي كان يصوب بها....!!

والمنظر العالق بذاكرتي هو في الوضع مرتكزا وعينه علي جهاز التنشين ويده علي تتك الضرب للمدفع وهو يسبح في ملكوت الله شهيدا..منظرا كان كله يمثل الشرف العسكري والكرامه المصريه حتي ان الكل تمني ان يكون بدلا منه..........اللهم ابعثه علي هيئته التي استشهد بها ليقرا كتابه وكفي بعزتك وجلالك وكيلا..... امين