هو لن يستطيع قراءه ماسوف اكتبه عنه لانه في صحبه ورحاب الرحمن الرحيم متمتعا بالجنه مع زملاءه الشهداء الابرار اللذين سقطوا فيما تسمونه حرب ٦٧ وانا اسميها مذبحه ٦٧ للجيش المصري....!!!

هو حسن انور محمود السخاوي الطالب بالقسم النهائي بالكليه الحربيه عندما دخلتها في عام ٦٤ من ضمن الدفعه ٤٩ حربيه وكان شاويش فصيلتي والذي مارس معي اعتي انواع الجبروت في استقبالي من خلال اوامره لي ولكن بتحدي كبير واراده حديديه وتصميم فولاذي لم انفذ له امرا واحدا غير مقبول لتكويني العقلي او النفسي مثل اصطياد سمكه من الزمزميه بواسطه فتله وابره او كنس العنبر بموس حلاقه مما جعلني احقق رقما قياسيا يمكن ان يدرج في موسوعه جينيز للارقام القياسيه بأن عوقبت بالسجن لمده ٤٨ ساعه مرتين وانا في فتره المستجدين (٤٥ يوم الاولي) بمعرفه اركان حرب الكليه الرائد/ مصطفي حبيب وكانت هذه العقوبات بدون اورنيك ذنب او ادراجها في ملفي وعلمت فيما بعد انها كانت للتهويش فقط وعندما فشل في اخضاعي لتلك الاوامر المستحيله بدأ معي في العقاب البدني متمثلا في تمارين القرفصاء والضغط وتمرين الفيز الرهيب ومع كل هذا اللف حوله بالخطوه السريعه طوال الوقت سواءا هو واقفا او سائرا ولكني بمشوره شيطاني الصغير ( بندق) كنت انفذ له هذه التمارين وانا ابتسم لكي اغيظه واستمر هذا العذاب لمده اربعه اشهر كامله الي ان استسلم واوقف هذه السياسه معي وبدأ في مهادنتي وبدأ في سياسه الاحتواء لي قائلا انت طالب جدع !!!! ثم عاملني معامله حسنه حتي وثق في شخصي تماما وبدأ يبوح لي ببعض ما يخفيه بداخله.....

درست شخصيته جيدا فوجدته انسان ذو قلب ناصع البياض وطيبه متناهيه الا انه كان يخفي ذلك تحت ستار الخشونه والعنف .....

في احد الايام قال لي انت استحملتني ازاي كل هذه المده..؟؟؟ فرددت عليه حكم القوي يافندم فتلالات دمعه في عيناه....في بعض الاحيان كان يغدر بي ويكشر عن انيابه ولكن دراستي لشخصيته جعلتني اتنبأ بتوقيتات هذا الغدر فأزوغ منه فيظل يبحث عني الي ان يعثر علي فأضحك في وجهه فيضحك هو الاخر وينتهي الموقف..

وفي بعض الاحيان.وبمشوره شيطاني الصغير اشتاق الي عقابه فافتعل متعمدا اي تصرف يستفزه لعقابي ولكنه اكتشف ذلك سريعا فلم يكن يعلق علي تصرفي هذا ويتركني.....

في النهايه بدانا صفحه معاملات كلها رجوله وشرف وجدعنه.

هو كان من سكان حي شبرا ويحب بنت الجيران حبا لم اشاهد مثيله في حياتي كلها فلقد كان يعد الساعات والدقائق علي تخرجه ليخطبها من اهلها وفي سبيل هذا الحب الرهيب اشتركنا معا في مغامرات اشبهه بالاساطير وكان ايضا شيطاني الصغير مشتركا معنا ويخطط لنا كيفيه تنفيد تلك المغامرات وكانت اقل مغامره يمكن ان تسبب لنا الفصل من الكليه ولكن ربنا سترها معانا.....

رأيته يبكي بكاء الاطفال عندما قررت القياده العامه تقسيم تخرج دفعته ٤٧ حربيه الي جزئين كان هو في الجزء الثاني مما يؤخر خطبته لحبيبته ٦شهور اخري ...المهم تخرج وانضم علي قوات المظلات وخطب حبيبته وتزوجها وبدات احداث مذبحه ٦٧ وكان من ضمن كتيبه المظلات التي كلفت بالاستيلاء علي مدينه شرم الشيخ وهناك سقط شهيدا..

وبكل الاجلال والاحترام والمحبه لروحه الطاهره البريئه اقول......

هنيئا لك ياسيدي بما انت فيه فمن منا له هذا الشمول بشرف وتكريم ربك العظيم واختياره لك شهيدا في سبيل وطنك...

هنيئا لك ياسيدي بجنتك التي تنعم بها مع زملاءك الابرار في رحاب الرحمن وكلي ثقه ويقين انك ايضا تنعم بحور العين.......رحمك الله ياصاحبي

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.