في صباح اليوم الثالث لوصول هذا الجندي المسجون عمر عبد الحفيظ استدعيته الي ملجئي وابلغته بأنني قررت نزوله اجازه لمده ٤٨ساعه علي مسؤليتي للاطمنان علي زوجته وابنه بشرط ان يصدق مع الله ويلتزم بميعاد عودته ووقعت له تصريح وفتشت في جيوبي فلم اجد سوي ٣جنيه اعطيته منها جنيهان(الجنيه ايامنا كان يساوي اكثر من ١٠٠جنيه علي ايامكم البمبي دى)

وعلبه سجائر كامله من سجائري ونبهت عليه في حاله عدم عودته في الميعاد سوف احضره بطريقتي حتي لو كان في بطن الحوت وفي نفس الوقت سوف اقوم بترحيله للسجن فورا فأجاب يافندم بعد اللي بتعمله معايا لايمكن اخونك ونبهت عليه ايضا ان يحاول الا يراه احد من باقي افراد السريه....

المهم نزل اجازه وبعد مغادرته بحوالي ساعه حضر مساعد السريه ووجهه مثل الليمونه الصفراء ومتهدج الصوت قائلا يافندم المسجون هرب وهانروح في داهيه فضحكت وابلغته بانني ارسلته في مشوار ليا فأطمئن قليلا ولكنه ظل مرتابا...وتمر مده اجازه الجندي المسجون عمر عبد الحفيظ علي خير واشهد امام الله بأنه حضر قبل انتهائها بساعتين..

بعد حوالي اسبوع بدأت مطارده قياده الكتيبه لي بالتليفونات بخصوص ترحيل هذا الجندي للسجن الحربي وانا اماطل واسوف واهرب واخترع القصص والحكايات وفي نفس الوقت في حيره شديده للخطوه القادمه لمساعده هذا الجندي الي ان همس شيطاني الصغير والذي يجلس علي كتفي الشمال بصفه مستمره (بندق)في اذني... الدكتور هو الحل........!!!!!!!!!!

ملحوظه: لمن لايعرف بندق من اصحابي واحبابي الجدد علي صفحتي فهو شيطان صغير ولد معي ويلازمني بصفه مستمره ويجلس علي كتفي الشمال ليكون قريبا من اذني والتي يهمس فيها بحلول للمواقف الصعبه التي امر بها ودائما يكون همسه مصيباوناجحا....

زاد الضغط علي من قياده الكتيبه حتي ان قائدي العظيم واستدعاني وامرني بالذهاب شخصيا مع الجندي وانهاء اوراق تسليمه للسجن الحربي..فأخذت الجندي الي قياده الكتيبه واستلمت منهم نموذج توقيع الكشف الطبي علي المسجون وهي اول اجراء لتسليمه...

ملحوظه:السجون الحربيه تشترط خلو المسجون من كافه الامراض المعديه او الاصابات الحيه ويوجد نموذج طبي بذلك في ملف المسجون علاوه علي ضروره تبخير مهماته من وحده التبخير في المستشفي العسكري التابع له وايضا هذا الاجراء له نموذج مماثل.

ذهبت بالجندي عمر الي مستشفي القصاصين العسكري ودخلت علي الطبيب قبل دخول الجندي وشرحت له ظروفه ورغبتي في تأجيل ترحيله قدر مااستطيع لعل الله يخرجه من هذه المحنه فطلب مني هذا الطبيب المحترم ان يري هذا الجندي فأذنت له بالدخول الي غرفه. الكشف وبمجرد دخوله طلب منه الطبيب ان يكشف عن الجزء الاسفل من جسده وبدون ان ينظر كتب في النموذج مريض بالتينيا ويصرف له علاج ويعود بعد شهر.. ووقع علي النموذج وختمه بخاتم المستشفي.

عدت سعيدا الي قياده الكتيبه وسلمت النموذج الي ضابط افراد الكتيبه الملازم اول عبد القادر عبده حسن والذي ضحك بشده عندما قرأ التوصيه الطبيه ولم يعلق ولكنه نظر الي نظره ذات معني.......

بعد نهايه الشهر الاول كررت هذا التصرف ولكن مع طبيب اخر والذي لم يكشف علي الجندي لانني ابلغته بانه لم يشفي بعد ونحن نعالجه وكتب في النموذج يستمر في العلاج وعوده بعد شهر.... وكان هذا الشهر ينتهي في منتصف شهر اكتوبر ٧٣..

انتظروا الحلاوه اللي جايه بشغف

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن