هو شيخي الجليل الدكتور/عبد الحليم محمود الامام الاكبر في سبعينات القرن الماضي.

هو من قال ان للدين رب يحميه من الافك والافاكين...

هو من تحلي بالشجاعه لحريه الرأي والحوار وليس للجفاء او الترهيب في زمن كانت الافواه لا تستطيع النطق...

هو المناضل بالعلم عن افكاره وواجهه كل من واجهه بالرأي والحجه الدامغه...

هو من وقف فوق جبال العلم شامخا ..

في يوم الجمعه ١٢اكتوبر عام ١٩٧٣ استمعت اليه من خلال راديو ترانزستور كنت احمله في احد جيوب شده القتال الي خطبته في الجامع الازهر ويالها من خطبه وتأثيرها علينا نحن اللذين نقاتل ...اقسم بالله لو كانت جميع جيوش الارض تحاربنا لكنا اكلناهم ....

رأيته في احد ايام اجازتي من الجبهه يصلي العصر في مسجد السيده زينب وكنت بالصدفه البحته اقف بجواره بعدما رفض رفضا قاطعا ان يتقدم الصفوف ويصلي بنا وشيخ المسجد موجودا...وصليت العصر بجواره وبعد الصلاه تبادلنا الحديث لمده عشره دقائق فدخل قلبي وملئه ..

هو المكتفي بقناعه تامه ورضا نفس تذهل العقول ولا يهتم بمظاهر الدنيا البراقه ولا بأبهه المنصب بل هو التواضع بعينه...

وتمر الايام والسنين وتسمح القوات المسلحه للضباط بالانتساب الي الكليات المدنيه فهرعوا وتسابقوا علي ذلك وبالاخص كليات التجاره والحقوق لعل الشهاده تمنحهم فرصه عمل بعد الخروج من الخدمه......اما انا فسألت نفسي..هل ستمنح ولائك لمهنه اخري بعد الخروج من الخدمه فردتني فورا ..مستحيل فقررت الانتساب الي معهد الدراسات الاسلاميه وهو معهد خاص بمصروفات لاتعلم من ديني الحنيف ما يفيدني في حياتي وكان الدكتور/عبد الحليم محمود هو شيخي الجليل

ومن اول محاضره له وكنت اجلس في الصف الاخير حاولت وباندفاع الشباب ان اريه نفسي لعله يتذكرني وظللت اتحرك واتحرك وفجأه قطع المحاضره قائلا والله شايفك يابتاع السيده زينب...!!!!!

هو بحر من العلم ليس له برا ولا شطئان...خصني كثيرا بكتبه القيمه فوجدت فيها علما نافعا.. وكنزا قلما تجده وتحصل عليه

ووجدت فيها ايضا ماهداني الي صحيح الدين الوسطي والذي يعلي قيمه الانسان وسماحه الاخلاق....

ياشيخي الجليل....في يوم من الايام اعتبرتني ابنك وانا لك صالحا فادعو لك بالرحمه والمغفره وان يثيبك عز وجل الجنه لما فعلت في الدنيا.....اللهم تقبل.