جاءني في المنام ليله امس وبطريقته المرحه الضاحكه قال لي خلي عندك دم...!!!! فقررت الكتابه عنه اليوم...

هو الملازم اول شرف/عبد اللطيف السيد الطوخي ..ضابط ماليات الكتيبه منذ منتصف حرب الاستنزاف وحتي نهايه عام١٩٧٥....

هو قصير نوعا ما...وسمين الي حد ما ورأسه اصلع صلعه غريبه وفمه لايحتوي علي اي اسنان وينطق السين شين ويعشق الحلاوه الطحينيه...

كفاءته في العمل ملفته للانظار ولديه حل لاي مشكله خاصه بالمرتبات سواء للضباط او الجنود حتي ان ضباط ماليات الوحدات المجاوره كانوا يقصدونه لحل بعض المشاكل التي تواجههم وكان لا يمانع في ذلك ولكن بعد فاصل توبيخ شديد لمن حضر وكان دائما له مقوله لمن حضر منهم هي ياحمار البس البردعه بتاعتك وانت هاتفهم الحل....

هو شخصيه كوميديه من العيار الثقيل لا يحمل اي هم للدنيا وحياته كلها مرح وفكاهه وقفشات ونكت حتي في احلك الظروف وفي اشدها قسوه....لاتجلس معه الا وتحبه من اول مره وعندما تفارقه تشعر بوحده شديده وعنندما يبدأ في الحكي تتوه منه من كثره الحكايات وسرعتها والتي لا ينهيها بل يدخل في حكايه اخري وكلها حكايات مرحه وذات طله جميله....كان بمرحه هذا يهون علينا قسوه الخدمه علي الجبهه خلال هذه الفتره من حياتنا...

كان يعاملنا مثل اولاده حيث كان قد تجاوز الخمسين من عمره حتي انه في بعض الاحيان يشخط فينا متناسيا الرتبه او الاقدميه ولكننا كنا نتقبل منه ذلك بمرح وطيب خاطر...وكان محبا للجميع والجميع يحبه........خدم معي خمسه سنوات متواصله كان فيها نعم المعاون ونعم الصديق...ونعم الونس ولم ارفض له طلبا واحدا طوال هذه المده الي ان خرج للمعاش في نهايه عام ٧٥...واكلته الدنيا مني وضاع في خضمها............كنت احبه ومازلت

حياك الله ياحبيبي علي مده خدمتك معي وطبت مقاما حيثما انت فلقد هونت علينا حياتنا وجعلتها مقبوله الطعم لتلك الفتره من العمر

موقف له لم ولن انساه......

جاء الي موقعي الدفاعي في السادسه من صباح اليوم التالي لوقف اطلاق النار وهو يحمل صره من منديل محلاوي وقال لي وهو يفتحها انا جايبلك اكله ترم بيها عضمك فضحكت ورددت عليه اكيد كوارع في الصره دي ياعم عبده فرد لا دي كباب. ثم اردف بصوت منخفض كباب شعبي وفتحها فاذا بها طعميه وباذنجان مقلي واكلنا واشهد امام الله انها كانت احلي اكله اكلتها في حياتي...

المجد لجيش مصر.......وتحيا مصر الوطن..