الرفيق المؤتمن...

 

(اعتقد ان كلمات هذا البوست لن توفي هذه الشخصيه حقها....ولكني سأحاول...!!!)

هو الملازم /شوقي عبد المنعم احمد بدير..احد ضباط سريتي الاكفاء ..منذ اول لقاء عندما قدم نفسه لي للعمل كقائد فصيله بسريتي حمدت الله كثيرا انه وفر لي هذه الشخصيه لتعمل معي...مؤدب لاقصي درجات الادب..مطيع ولكن بفهم..هادئ الطبع الذي يناسب شخصيتي الثائره دائما والمستفزه ابدا...ذكي لقمه الذكاء...مؤدي للمهام التي يكلف بها كأحسن مايكون الاداء بل ويضيف اليها...كان اول من وصل بقاربه الي الضفه الشرقيه في حرب ٧٣...ورافقني خلالها وبكاملها ..واقسم باالله بان لم تدخل معدتي لقمه واحده او شربه ماء دون ان نتقاسمها معا..وتعرضنا معا لكثير من المواقف الصعبه والرهيبه خلال الحرب وتجاوزناها كلها بهدوءه وشجاعته المطلقه ..كان هو من حفر بيديه الحفره التي سنثبت بها علم مصر علي خط تنفيذ المهمه المباشره لسريتي (تبه السبعات) وثبته جيدا وهو يصيح تحيا مصر وظل يرددها حتي كففته وقلت له كفايه ياشوقي خلينا نركز شويه!!!!! وهذا العلم حاول العدو ان يسقطه بكافه الطرق ولكن هيهات....

اصيب بحرق في صدغه الايمن وذقنه نتيجه اطلاق قذيفه من دبابه مصريه كانت ماسورتها فوق الحفره التي كنا بها...!!!تصرف غبي من قائد هذه الدبابه ....واه والف اه من تصرفات بتوع المدرعات معنا..!!!!!!! وطلبت منه ان يذهب الي النقطه الطبيه لمعالجه هذا الحرق فرفض بأصرار شديد قائلا لي مش هااسيبك يافندم الجرح خفيف وهااستحمله ..شكلنا مع بعض ثنائي متفاهم لاقصي درجات التفاهم ثم خدم تحت قيادتي بعد الحرب لمده عشره سنوات متصله افترقنا بعدها بالجسد فقط وكان دائما اما يتصل بي او يحضر لوحدتي التي اخدم بها او الي منزلي وتعرف عليه والدي (رحمه الله) واحبه كثيرا ....

وانا في رتبه العميد رشحته ليكون نائبا لي ووافق علي هذا الترشيح مدير سلاح المشاه ايامها الرجل الشهم المؤدب السيد اللواء/سمير الجيار (رحمه الله) والذي كان يثق في ثقه مطلقه وفي نفس الوقت يحبني ويعتمد علي في تنفيذ المهام المعقده.....وعمل معي شوقي عبد المنعم مره اخري وشكلنا معا دويتو عمل لم يستطيع احد من شياطين الانس حولنا اختراقه....

في السابع من فبراير للعام الحالي ٢٠١٥ لقي وجهه ربه راضيا مرضيا اثر نوبه قلبيه لم يستطيع قلبه الحاني علي كل من حوله تحملها

والي زوجته الفاضله السيده/جيهان عبد المنعم اقول لاتحزني ياسيدتي فلقد جاهد زوجك في سبيل الله وهذا يكفيه عندما يقف للحساب امام الله...ولاتحزني لفراقه فهو في الجنه ونحن حولك ورهن اشارتك والي ابنتيه يارا..وياسمين...كونا فخورين بما اداه والدكما في حياته سواء لوطنه او لكما...

الله يرحمك ياشوقي يا رفيقي المؤتمن...