من المؤكد ان ماسأكتبه يعتبر من المواقف الكثيره المجهوله في حرب اكتوبر المجيده ومن المؤكد ثانيا انني دخلت فيه رغما عني وبدون اراده مني لانني ابديت ملحوظه لقائدي العظيم المقدم اح / رجب عثمان اثناء القتال مع العدو ومن المؤكد ثالثا ان هذا القلب المهجور ليس هو قلبي ...فقلبي مسكون ومملوء بحبكم ومودتكم يااصدقائي الاحباب.......

والقلب المهجور هذا هو عباره عن مسمي لمنطقه من الارض تقع شرق الاسماعيليه وعلي الجانب الايمن عند عبورك من المعديه رقم ٦ وعلي مسافه ١٥ كم من الضفه الشرقيه لقناه السويس والمسافه بينه وبين الطريق الاوسط لسيناء حوالي ٢ كم جنوبا وهذه المنطقه لاتخصني ولا انا مسئول عنها قتاليا بل هي تقع في نطاق مسئوليه الجار اليمين لكتيبتي وهو كتيبه من اللواء ١١٢ مشاه والمنكوب بكثره خسائره والتي لم تمكنه من الالتفات اليها او اتخاذ اجراءات تفتيشها وتطهيرها من بقايا العدو الذي كان يحتلها وتأمينها.......واليكم الاحداث..

في صباح يوم ١٤ اكتوبر عام ٧٣ كانت كتيبتي قد وصلت الي خط المهمه النهائيه المخططه لها ضمن الخطه العامه لحرب اكتوبر المجيده منذ اربعه ايام وثبتت اقدامها جيدا علي هذا الخط وانشأت موقع دفاعي شديد الصلابه يضمن لها الدفاع جيدا عنه وكان العدو خلال الايام الاربعه السابقه يقوم بمناوشات معنا الا انه قرر في هذا اليوم قرر اختراق موقعنا الدفاعي فحشد امامنا حوالي ٤٠ دبابه من احدث الموجوده في الترسانه الحربيه الامريكيه وقام بالهجوم علينا من اتجاه الطريق الاوسط وهنا اشهد امام الله عز وجل ان سريه الموقع المتقدم لنا والملحقه علينا بقياده اسطوره البطوله والشجاعه الرائد / سهيل محمود عارف وضباطه ومنهم الملازم البطل / رفعت بسيوني ( عميد بالمعاش الان ) وجنوده البواسل قدموا صوره رائعه من صور المجد والفخار للعسكريه المصريه واستطاعوا باستبسال شديد القوي ان يصدوا هذا الهجوم ويكبدوا العدو خسائر في دباباته وصلت الي ١٧ دبابه كونت سحابه سوداء شديده الكثافه نتيجه تدميرهم واحتراقهم فانسحب بباقي دباباته يلعق جراحه وبالرغم من هذه الخسائر الضخمه في قواته الا انه ظل علي تصميمه علي هذا الاختراق فبدأ في قصف موقعنا الدفاعي بالطائرات بمنتهي الشراسه وكانت طائراته تأتي الينا في موجات متتاليه كل موجه تتكون من اربعه طائرات وكنت خلال هذا القصف الجوي اتواجد في نقطه ملاحظه سريتي فلاحظت ان هناك طائره من كل موجه قصف تنفصل عن باقي الطائرات وتقوم بألقاء حمولتها في منطقه القلب المهجور فأبلغت قائدي العظيم بهذه الملحوظه والذي راقب باقي الطلعات وتأكد مما ابلغته به....فأمرني بالذهاب الي سريه الجار اليمين والتي تتبع اللواء ١١٢ المشاه وابلاغها عما شاهدناه وتأكدنا منه فأصطحبت ثلاثه جنود من البواسل وتوجهت اليهم وهناك شاهدت اقسي المشاهد دمويه في حرب اكتوبر بل وفي حياتي كلها .....شاهدت جنود وضباط هذه السريه مستشهدين واجسادهم عباره عن اشلاء والدماء من كثرتها شربت منها رمال موقعهم الدفاعي حتي استكفت وبقي منها الكثير الذي خاضت اقدامنا فيه.....!!!!!!

فرجعت بسرعه وابلغت قائدي بما شاهدته وانه لا يوجد احد علي قيد الحياه بجوارنا وان موقعهم خالي من القوات فأمرني بالعوده الي موقعي وتجهيز ودفع داوريه بقياده ضابط الي منطقه القلب المهجور لاستكشاف سبب قصف العدولهذه المنطقه وانه سيقوم بأتخاذ التدابير والاجراءات لتامين موقع الجار اليمين والخالي من القوات..

وفعلاعدت بسرعه الي موقعي وعينت الملازم/ عبد الحميد احمد حسن ومعه ١٠ جنود ولقنتهم بالمهمه المكلفين بها واوصيت الملازم عبد الحميد بأن لايقطع الاتصال بي طوال تنفيذه لهذه المهمه ولضمان ذلك اعطيته بطاريه احتياط لجهازه اللاسلكي وذهبوا في اتجاه القلب المهجور وظللت اراقبهم حتي غابوا عن انظاري...................انتظروني بفخر

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.