في السابعه صباحا وصلت الي مشارف مدينه الزقازيق وعندها هبت علي ذاكرتي ان استعين بالشرطه العسكريه والتي كان يتواجد في مدخل المدينه سريه شرطه عسكريه وعند وصولي اليها اوقفت العربه ودخلت وقابلت قائد السريه وشرحت له موضوع تسليم المسجون ونقلت اليه مخاوفي في توقع حدوث مصيبه وخاصه ان هناك عربه ملاكي تتبعنا منذ خروجنا من الاسماعيليه وكان هذا القائد كريما ومتفهم للموقف وقال لي انه من المفروض ان يرسل داوريه شرطه عسكريه الي المدينه في الساعه الثانيه عشره ظهرا وليس لديه مانع ان تخرج الان ومعي ثم اصدر اوامره الي حكمدار الداوريه بالمكوث معي واطاعه اوامري حتي انتهي من تسليم المسجون .....

في الثامنه الاربع وصلت الي سجن الزقازيق العمومي ولابد لي من وصف الموقع لتأثيره علي الاحداث فيما بعد...

(ما سأكتبه كان من ٤٢ سنه واعتقد انه تغير الان)

يقع سجن الزقازيق في غرب المدينه وله بوابه كبيره عتيقه من الخشب المدعم بوصلات من الحديد وبداخل هذه البوابه باب صغير مدعم ايضا بالحديد وبوابه السجن امامها مسافه حوالي ٥٠متر فضاء ثم طريق اسفلت. وبعده ترعه عرضها حوالي ٧٠متر ثم طريق اسفلت اخر في الجهه الشرقيه من السجن وعلي مسافه حوالي ١٠٠متر يوجد كوبري صغير ينقل حركه المرور مابين الطريقين الاسفلت ...امام بوابه السجن مباشره وعلي حرف الترعه يوجد مبني صغير من غرفه واحده يسمي كشك الايراد وفي هذه الغرفه يتم استلام المساجين وتفتيشهم ثم ينقلون الي داخل السجن سيرا علي الاقدام مسافه ال٥٠ التي بين الكشك وبوابه السجن....

عند وصولي للسجن لم يكن الكشك قد فتح بعد الا انه في تمام الثامنه فتحت بوابه السجن الصغيره وخرج منها صول يتبعه جنديان واحدهما يحمل دفتر كبير مكتوب عليه دفتر الايراد.....المهم عند وصول هذا الصول وشاهدنا وقف برهه فنزلت من العربه وسلمت عليه وبادرني قائلا خير يافندم فقلت له تسليم مسجون فسار معي حتي الكشك واخذ يفتح فيه ودخلناه .........وهو عباره عن غرفه بها مكتب قديم وكرسيان فقط احدهما خلف المكتب والاخر امامه وباقي الغرفه فراغ وارضيتها من الاسمنت وبوجد علي الحائط اليمين لها بضعه مسامير معلق عليها كلبشات حديديه غليظه من النوع القديم وخلف المكتب وعلي الحائط مسمار كبير معلق عليه كرباج سوداني اصلي...والغرفه بها شباك واحد من الحديد ويغلق من الداخل بقفل حديد كبير كما ان هذا الشباك مغطي بقضبان حديديه......

جلست علي الكرسي امام الصول وناولته الدوسيه الخاص بالجندي واخذ يفر فيه قائلا دي قضيه مخدرات.....اشرت الي احد الجنود باحضار كرتونه المعلبات ووضعتها تحت مكتب الصول والذي انفرجت اساريره عن ابتسامه سعاده وقال لي الورق مضبوط فين المسجون اندهله وناديت عليه في تلك الاثناء قام الصول بكتابه ايصال الاستلام ووقع عليه وختمه وناولني اياه فقرأته ثم وضعته في جيبي ودخل المسجون فبادره الصول قائلا اقلع هدومك زي امك ماولدتك...فتباطأ الجندي وحينها وقف الصول وتناول الكرباج من علي الحائط وفرده وشوح به فقام المسجون بخلع ملابسه علي الفور..واصبح مثل ماولدته امه ثم اخذ الصول يعاينه ثم امره بالوقوف ووجهه في الحائط بحيث يكون ظهره لنا ثم يجلس في وضع القرفصاء وقال له احزق....!!!!فحزق حزقه خفيفه فلسعه الصول بالكرباج قائلا احزق زي مابتشخ باابن الكلب والا هاقطع جسمك بالكرباج فحزق حزقه كبيره ففوجئت بنزول خابور حشيش مغطي بالبلاستك من مؤخرته فلسعه لسعه اخري قائلا له وادي ٢٥ سنه تانيه ثم امر احد جنوده بالذهاب للسجن واستدعاء رئيس مباحث السجن لعمل محضر اثبات للواقعه ......

في تلك اللحظه وفي تصرف مباغت وسريع ملص الجندي المسجون من جميع الموجودين وخرج من الغرفه في سرعه البرق واتجهه الي الترعه وقفز فيها...

فوجدت الصول يصرخ بأعلي. صوته الحقوني مسجون هرب ياخراب بيتي. فهدأته وقلت له ماتخافش هاجبهولك وبسرعه ايضا امرت احد جنودي وكان خريج تربيه رياضيه اسمه احمد وقلت له هاتهولي يااحمد فناول سلاخه لزميل له وجري وراءه وقفز في الترعه بملابسه وسبح في اتجاهه وكانت المسافه بينهما حوالي ١٠ امتار.......وامرت ايضا جنديان اخران بالذهاب سريعا الي الضفه الاخري ومقابله المسجون ............. نسيت ان اذكر ان العربه الملاكي كانت تقف علي الضفه الاخري من. الترعه وعلي مسافه حوالي ٣٠٠ متر من السجن.....تنبهه حكمدار داوريه الشرطه العسكريه لتلك العربه فركب عربته ومعه جنوده وشغل السارينه ومضي في اتجاهها والتي ما ان رأته حتي فرت هاربه ولم يستطيع اللحاق بها......تجمع الماره علي الضفه الاخري من الترعه يشاهدون هذا المنظر العبثي والذي لم يحدث من قبل والغريب في هذا العبث انهم كانوا يشجعون المسجون الهارب ويهتفون له....المهم وصل الجندي احمد الي الهارب وامسك رأسه بكلتا يديه ونطحه روسيه وقعت كلها فوق انف المسجون فكسرتها واغمي عليه فطوق عنقه بذراعه وسحبه الي حيث نقف وكان الجنديان الاخران قد وصلا اليه وعاوناه في سحبه ثم حملاه الي داخل كشك الايراد حينها انهال الصول عليه بالكرباج حتي افاق وقيد ايديه ودخلوا به السجن وركبت عربتي ورجعنا وعند وصولنا الي مدينه الاسماعيليه توقفت امام محل المغربل للكباب وانزلت جنودي ودخلناه وجلسنا علي مائده واحده وطلبت لكل واحد منهم نص مشكل.......

كلمه نص مشكل دي طعمها حلو اوي

ملحوظه هامه جدا:

لكل اصدقائي واحبابي لكم الشكر الجزيل وحبي واحترامي علي كريم تفاعلكم معي............

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.