مرت اربعه اشهر كئيبه بذلت فيها الجهد الجهيد في متابعه هذا الرائد والذي كان دائما يحاول الركون الي الراحه والزوغان من الاعمال ولكنني لم اعطيه فرصه لذلك مطلقا وفي نفس الوقت تقيد رئيس العمليات لتحركاته وطحنه بهدوء شديد ولم اسمح له باجازه سوي مره واحده خلال هذه المده ولمده ٤٨ ساعه فقط وفي احد الايام كنا في معسكر تدريب خارجي في قلب المنطقه الجبليه بفايد وكانت الكتيبه قد انشات لها معسكر ايواء من الخيام حضر لي قائد سريه مشاه وهو برتبه نقيب وفي منتهي الكفاءه والاحتراف وفي نفس الوقت ابن الكتيبه فمنذ تخرجه وهو يخدم فيها وكنت احبه واثق به وقال لي بعد مقدمه طويله عن حبه للكتيبه وخشيته من ان يطول سمعتها اي شيئ بطال .....يافندم امبارح في الفجر كنت مارا بجوار خيمه الرائد الجديد وشميت ريحه حشيش تقريبا كان بيدخنه فدخلت عليه فرمي سيجاره علي الارض وفركها بجزمته فقلت له انت حكيت لاي احد الكلام ده فرد بالنفي فقلت له ماتقلش لحد خالص وانا هاتصرف في الموضوع ده...

حدثت هذه المحادثه وكان باقي اسبوع علي معسكرنا الاصلي بالمنطقه المركزيه.وخلال هذا الاسبوع كثفت مراقبتي انا ورئيس العمليات له ولكن كان هو من الذكاء بحيث لم اجد شيئا .

كان هذا البلاغ سببا في استمراري بالتفكير في كيفيه كشف هذه المصيبه وتكون بالادله الدامغه واجراءاتها قانونيه لعدم افلاته من مخالبي وخاصه انها تشكل خطوره شديده علي مستقبله ووجوده في القوات المسلحه واحترت كثيرا حتي صفعني بندق علي مؤخره رأسي قائلا ....وهو راجع من اجازه وجايب التموين.......

رجعنا الي معسكرنا الاصلي وكانت الكتيبه لديها التزام تدريبي اخر بعد ١٥ يوم وهو مسابقه احسن كتيبه في الرمايه التكتيكيه بالذخيره الحيه ليلا وهو التزام كنت اتحدي به الجميع واراهن به علي كتيبتي فصدقت من قائد اللواء والفرقه علي انشاء معسكر تدريبي قبل المسابقه باسبوع بمعني اننا سنقيم في معسكرنا الاصلي اسبوع واحد فقط ثم التحرك الي المعسكر الخارجي فمنحت الجنود اجازه لمده سته ايام والضباط اربعه ايام فقط ونبهت علي الرائد بانني سوف ارسله قبل تحرك الكتيبه بيومين للاشراف علي انشاء المعسكر الخارجي لها في منطقه التدريب..

بعد نزول الاجازات ذهبت الي رئيس مفرزه الامن للفرقه وكان ايضا صديقي وحارب معي في حرب الاستنزاف وحرب ٧٣ وبيننا علاقه موده واحترام وثقه كبيره وحكيت له موضوع هذا الرائد وشكوكي القويه في تعاطيه للمخدرات واتفقت معه علي كل الاجراءات القانونيه التي تكفله ً.

في يوم عوده الرائد من الاجازه خرجت انا وضابط امن الفرقه وقائد سريه الشرطه العسكريه للفرقه ومندوب من التحريات العسكريه ونائب احكام الفرقه وهو ضابط من القضاء العسكري ....انتظرنا اتوبيس الفرقه والذي به الرائد حتي وصل ودخل من بوابه الفرقه علي طريق السويس فاوقفته وصعدت عليه وناديت علي الرائد وامرته بالنزول وتم ذلك وسط دهشه كل الموجودين من الضباط بالاتوبيس المهم نزل الرائد وفي يده شنطته واركبته عربتي الميري ومعي ضابط امن الفرقه وخلفنا عربات باقي قوه الضبطيه وفي الطريق سألني الرائد عما يحدث فقلت له هاتعرف كل حاجه بعظ شويه ...ووصلنا الي مكتب ضابط امن الفرقه وبداخله امرته بفتح الشنطه فتردد اولا ثم استجاب بعد شخط الجميع فيه وقام ضابط امن الفرقه بتفتيشها واخرج منها قطعه حشيش( قرش حشيش) علاوه علي ٥ علب سجائر مارلبورو مملوءه بالحشيش ايضا + ٢شريط حبوب اسبراكس ( كانت في بدء ظهورها كمواد مخدره) .... . .

قمنا بتحريز هذه المضبوطات وقام نائب الاحكام بأخذ اقواله وكان في حاله انهيار كامله وبعد هذه الجراءات تم ابلاغ قائد الفرقه الذي وضعه في الايقاف الشديد ثم تحاكم عسكريا وصدر ضده الحكم بعشره سنوات سجن والطرد من الخدمه العسكريه..........

تكمله:

بعد ترحيل الرائد للسجن الحربي حضر لي والد الزوجه الاولي طالبا مني مساعدته في اقناع الرائد بطلاق ابنته منه وكان لايعلم بموضوع سجنه وعندما علم فكاد ان يطير فرحا لان اجراءات الطلاق اصبحت اسهل بكثير وفعلا طلقت منه..

هي دي اخره التباهي ........انتهي