في صباح اليوم التالي استدعيت كهربائي المركز وامرته بالتميم علي وصلات الكهرباء بهذا العنبر والكشف علي لوحه الفيوزات الخاصه به علاوه علي لوحه الكهرباء التي تغذي المبني كله ثم امرت قائد الكتيبه بالتنبيه علي الجنود بترك دواليبهم بدون اقفال وغلق كل نوافذ العنبر...ثم ارسلت لشراء حجاره بطاريات جديده لكشاف نيون وكشاف يدوي وارسلت مع الكهربائي كشاف نيون للطواري لتركيبه في منتصف العنبر وهو يعمل عند انقطاع التيار الكهربائي ....

قبل ميعاد دخولي العنبر شربت كوبايه قهوه كبيره لانني نويت الاانام وجلست في مكتبي فتره استحضرت تركيزي ثم توكلت علي الله وذهبت الي العنبر وقبل دخوله فوجئت بأربعه جنود من المستجدين يطلبون وباصرار شديد الدخول معي فوافقت ودخلنا وامرت بغلق الابواب خلفنا....كان دخولنا الساعه الحاديه عشره مساءا وجلسنا نتجاذب اطراف الحديث والجنود يحكون لي عن حياتهم قبل تجنيدهم وفي الثانيه عشره والنصف جسمي ( شال) واحسست بكهرباء ضعيفه جدا تسري في النصف الاعلي من جسمي علاوه علي وقوف شعر يدي وهي علامات ادركها جيدا نتيجه الخبرات والمواقف السابقه لي في مثل هذه الامور فأيقنت ان هناك من دخل الي العنبر وبدأت الاحداث بانطفاء نور العنبر فجأءه فذهبت الي لوحه فيوزات العنبر والموجوده بداخله فوجدتها سليمه فرجعت الي السرير وجلست عليه منتظرا ماذا سيحدث وانا في كامل تركيزي ثم سمعت دقا داخل احد دواليب العنبر وكان هذا الدولاب بجانبي مباشره ففتحته فلم اجد شيئا المهم اخد الدق بداخل الدواليب لفتره ثم اختفي...كان الجنود المصاحبين لي يركزون هم ايضا ولكن علي شخصي انا ويراقبوني فقلت لهم ركزوا معايا علي اللي بنشوفه ونسمعه مش عليا انا ...وفجأه هبت علينا رائحه انفاس ليست كريهه ولكنها مقبوله ومن النوع الذي يخرجه الانسان عندما يبذل مجهودا وظهرت ومضه ضوء خافت جدا في سقف العنبر وظلت تتحرك بطوله وعرضه فركزت ضوء الكشاف في سقف العنبر فوجدت ثلاثه اطياف تحوم فيه كانوا مثل الدخان وعلي هيئه انسان غير مكتمل الملامح او كامل الجسد وظلت هذه الاطياف تحوم فوقنا ونسمع همهمات مكتومه وغير واضحه الكلمات حتي الفجر واختفت بعد ذلك....... في السادسه صباحا خرجت انا والاربعه جنود ورسمت البسمه علي وجهي وكان كل جنود العنبر في انتظار هذا الخروج وكل واحد فيهم يتخيله حسب مايراه عقله الباطن وقفت في وسط الجنود وقلت لهم انا سليم وكويس اهو وماجراش ليا اي حاجه وانتم عندكم حق انكم تخافوا بس اللي جوه دول ناس طيبه ومش مؤذيه والا كانوا اذوني ومعايا زمايلكم عموما انا هاتصرف في مكان ايواء جديد ليكم لو مش عايزين العنبر ده وتركتهم واستدعيت قائد الكتيبه وابلغته بتوزيع جنود العنبر علي باقي عنابر الكتيبه حتي لا يتم بياتهم في العراء لحين تدبير مكان جديد لهم...واصدرت اوامري ليكون هذا العنبر مخزن لادوات التدريب للكتيبه بدلا من المخزن الموجوده به وكان يقع في مبني خارج اخر وبعيد عن الكتيبه.....

وبمساعده بعض اصدقائي من اداره المهندسين صدقت علي بناء مبني اخر خلف هذا المبني واعدت توزيع اماكن المبيت لهذه الكتيبه بما يضمن استقرارهم النفسي....وتمر الايام وانقل الي وحده اخري ثم اخرج الي المعاش وتمر عشره سنوات وتلعب الصدفه لعبتها .......واعرف تفاصيل ماحدث.........

في احد سفرياتي لمدينه الاسكندريه بالقطار يجلس بجانبي احد الاشخاص بدأ في تعريف نفسه لي واذا هو مهندس كان يعمل بشركه المقاولات تلك التي اسند اليها هذا المشروع واثناء بناء هذه العماره سقط من اعلي السقالات ثلاثه عمال انهارت بهم سقاله الدور الرابع ولقوا حتفهم ولم يدفع صاحب الشركه لاهاليهم الديه الشرعيه لهم.......

بئسا لكل من اكل حقوق الغلابه واستحل دمائهم......

ملحوظه:

صاحب هذه الشركه مات ابنه منتحرا

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن