الجندي مؤهلات متوسطه/محمد رمضان ايوب...ابن قريه باسوس مركز شبرا الخيمه محافظه القليوبيه...لفت انتباهي بشده عند اداء تمارين الرمايه فلقد كان يحرز دائما تقدير امتياز وبصفه مستمره... فعرضت عليه تسليحه ببندقيه قناصه ووافق ...وكانت البنادق القناصه لدينا من طراز عتيق وهي البندقيه الموزين والتي اشتركت في الحرب العالميه الثانيه واعطاها لنا الروس عقب هزيمه ٦٧في اطار اعاده تسليح الجيش المصري ..الا ان هذا الجندي دخل معها في حاله من التوحد والعشق...كنت اراقبه اثناء طوابير صيانه الاسلحه فكان يكاد يلحسها بلسانه عند نظافتها واستمر يحرز بها نفس تقدير الامتياز اثناء تنفيذ تمارين الرمايه.

قبل حرب اكتوبر عينته ليكون قناصي الخاص ليسير بجواري دائما لاحدد له الاهداف الهامه التي يصوب عليها....

وبدأت الحرب واشهد له انه ما من هدف حددته له الا واصابه من اول طلقه وكان دائما يقول لي يافندم لازم الواحد يكون رحيم اثناء القتل...لازم اقتل الواحد منهم قبل مايحس بالموت...لازم اخده علي غفله....!!!!!!

في صباح يوم ١٠اكتوبر كلفني قائدي العظيم بطرد ثلاثه دبابات معاديه كانت قد وصلت امام الكتيبه ووقفت اعلي احد التباب الموجوده علي يمين الكتيبه واصبحت تمثل عائقا لنا....ومضينا ننفذ المهمه واثناء تقدمنا كان محمد رمضان ايوب يسير بجواري وعندما شاهدتنا الدبابات تقدمت نحونا فاصدرت اوامري لاطقم اقتناص الدبابات بالتعامل معها..وكانت المسافه بيننا وبينهم حوالي ٥٠٠متر.وقبل ان تخرج اي طلقه من هذه الاطقم خرجت طلقه واحده من بندقيه محمد رمضان ايوب فنظرت اليه معاتبا وقلت له يااهبل هي طلقتك هاتأثر في الدبابه..وفر ذخيرتك وبلاش هبل...فلم يرد علي بل نظر الي نظره لمعت فيها عيناه وابتسم ابتسامه غامضه..وفجاءه توقفت الثلاثه دبابات وقفز ثلاثه افراد من دبابه المقدمه وفروا في اتجاه الشرق وتبعهم دبابتين من الثلاثه ولاذوا بالفرار....تعجبت جدا من تصرفهم هذا ولم افهمه ..وعند وصولنا الي الدبابه المتوقفه فأذا بسائق هذه الدبابه تزين احدي عينيه طلقه محمد رمضان وتخرج من خلف جمجمته ووجهه مليئ بشظايا زجاج مزغل الرؤيه له.فضحكت ونظرت الي الجندي محمد رمضان وقبل ان افتح فمي بكلمه بادرني قائلا..اصل يافندم كانوا بيقولوا ان مزغل الرؤيه لسواق الدبابه مضاد للرصاص فجربت فيه الرصاصه الثقيله....(البندقيه القناصه لها نوعان من الطلقات...خفيفه...وثقيله...وكل نوع له استخدامه)....

ياالله....ياالله....البندقيه القناصه العتيقه هزمت دبابه...!!!!!!!! الواد ده ادخل درس جديد في التاريخ من دروس تكتيكات القتال مع دبابات العدو....

طلقه لاتساوي اكثر من ثمانيه قروش هزمت دبابه ثمنها ٧٥٠الف دولار..!!!!!

بعد صدور قرار وقف اطلاق النار حضر العميد اح حسن ابو سعده لموقع الكتيبه واستدعاني للذهاب معه والمرور علي كل الدبابات التي دمرتها سريتي واشرح له كيفيه تدمير كل دبابه حتي يري بنفس هذه الدبابات ويري اماكن الاصابه..وكانت سريتي من اكثر سرايا الكتيبه تدميرا لدبابات العدو(الحصيله٨دبابات) ومضيت اشرح لسيادته كيفيه الاصابه ومن اصابها الي ان وصلنا الي هذه الدبابه ودار حولها ولم يلاحظ مزغل السائق فسألني فشرحت له ماحدث وان الذي اصابها هو الجندي محمد رمضان ايوب فدار حولها مره اخري وتوقف امام مزغل السائق ورأي بعينيه المزغل بدون زجاح واثار الطلقه الثقيله خلف مقعد السائق ودمائه علي المقعد( كنا قد دفنا هذا السائق بجوار الدبابه) فأمرني العميد/حسن ابو سعده بأستدعاء هذا الجندي وحضر فقام سيادته بأحتضانه وتقبيل رأسه واخرج من جيبه عشره جنيهات ووقع بأسمه عليها واعطاها له وامرني بوضع اسمه في كشف المطلوب تكريمهم وفعلا منح الجندي مؤهلات متوسطه/محمد رمضان ايوب نوط الشجاعه العسكري من الطبقه الثانيه.......واصبح صديقي....

اصل هما دول الاصدقاء الحقيقين....

شفتم حلاوه اكتر من كده.....!!!!!!

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن.