هو النقيب/فاروق قابيل مدرس ماده التكتيك بالكليه الحربيه عندما كنت طالبا بها..

هو الادب والذوق والوسامه والشياكه بعينهم..طوال ثلاثه سنوات قضيتهم معه لم اسمع منه كلمه نابيه واحده..بل عندما يثور او يغضب تخرج منه كلمات تعنيف في منتهي الشياكه والادب..

هو متوسط الطول ووسامته ملفته للانظار البدله العسكريه التي يرتديها وكأنها علي مانيكان وكسره بنطلونه تكاد تذبح بها الكتكوت وحذاؤه نظيف دائما ونجوم رتبته تزغلل العين من شده لمعانها..

عندما يشرح الماده التي يدرسها تشعر انه يغوص فيها وبكلمات واضحه وبسيطه تصل الي عقولنا بسرعه ....

كان دائما وابدا نصيرا للطلبه فملك حبنا جميعا وكان يحاول دائما رفع الجزاءات التي توقع علينا من ملفاتنا وبدون ان يخبر احد منا..وتلك شهامه منه ولا يبتغي من ورائها شيئا الا مصلحتنا....

كان قائد سريتي في الكليه لمده تيرمين متتالين وكانت معاملته لي معامله في منتهي الرقي والموده...ودائما ماكان يدفع عني ظلم طلبه القسم النهائي لي.

تعلمت منه الكثير وجعلته قدوه لي اثناء خدمتي وكثيرا ما كنت اقابله بعدما تخرجت واجلس معه وتكون هذه الجلسه دفعه قويه لي تساعدني علي مقاومه ظروف الخدمه وفي احد هذه الجلسات وكنت برتبه رائد عرض علي ان انتقل الي وحدته الذي هو قائد لها للعمل معه وبأدب شديد وكياسه اشد ابلغته بانني لا احب ان ادور في فلك احد او اسير في ركاب قائد مهما كانت رتبته علاوه علي انني راضي بما انا فيه بالرغم من قسوه ظروفه وقانع بما يحدث وما سيحدث لي ....لم يغضب ولم ينفعل بل اثني علي ماقلته له وتمني لي التوفيق...

توفي منذ بضعه سنوات والي روحه الطاهره اقول......هنيئا لك ياسيدي بما فعلت في دنياك..وهنيئا لك ياسيدي بحب الناس لك وانا اولهم.....فأنت من اهل الهمه...

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن..