عَرفتكِ،
منذُ فجرِ الأرض
عِندَ انبِثاق النّور
من رَحمِ الظَّلام
حينَ كانتْ الأُنثى نقيّة
تَتَغَنّى بفارسِ الأحلَام
وكانتْ الدُّموع أنهاراً
والرّنات أنَغاماً
وكُنتِ بَريئة
وطَهارة القَلب
وكُنتِ أمناً وسلاماً
وكنتِ فرحةً لقلبي
وكنتِ لعُمري كُلّ الأحلامِ
وطيفاً جَميلاً ونَبيلاً
وكنتِ مِسكَ الكَلام
أحبّكِ قبلَ أن يولدَ الحُبّ
قبلَ أن يوجدَ ما يُسمى الغَرام
صدقْتِ بحُبّك لي
وأنا بِعهدي وفيت
وحبّنا يكبرُ كالطفلِ
عاماً تِلوى الآخر
فَما عرفتْ الأرض مثلَ قَلبينا
ولا سُمِعَ بمثلهِ بينَ الأنَامِ
ولا تذوقتْ قلوبنا مثله
فبِالحلالِ عُرِفنا
ما عَرفنا الحَرام أبداً
على دينِ ربُّنا اجتَمعنا
من البدايةِ كانَ الصدق طَريقنا
وحتى الخِتام
عرفتكِ حُبّاً جميلاً
وقلباً نقيّاً
وأمراً من الأمورِ العَظيمة.