هيِّنون هم لا تتملقهم في الكلام ولا تتكلف معهم المعاملة تكون أقرب ما تكون على سجيتك ..

ليِّنون هم كذلك لا يجرحون شعورا ولا يكسرون قلبا ...

باشُّون هاشُّون وجوههم باسمة وأرواحهم رقيقة يحزنهم ما يحزن الناس ويفرحون لفرحهم...

وإذا سألت عن قلوبهم فقلوبهم كنز عامر بالحب يرجون الخير لكل الناس بل ويؤثرونهم على أنفسهم إذا لزم الأمر....

كرماء في وقت الشدائد يلجأ إليهم المحتاج دون خوف من منٍّ أو أذى يعطون عطاء من لا يخشى الفقر في وقت ربما يشكو كل الناس من ضيق اليد والحاجة.....

"كصبي بين أهله" تراهم يحبهم الصغار ويأنس جلوسهم الكبار يتبادلون الرأي من غير كبر ولا تسلط شعارهم بين أهلهم الشورى والحب والمودة

عبادتهم طوعية بلا تكلف أو مداراة أو ريبة يقبلون على الله بحب كمن وجد حبيبه بعد طول غياب بعض ليلهم مناجاة وبعضه راحة وأما نهارهم فعمل ومعاملة طيبة وإتقان ونشر للمعروف بين الناس

قلوب كما الطير تلحظها خفافا إذا غابوا افتقدتهم وإن حضروا تحضر الدنيا.....

تحسهم من الورع من سكان الآخرة .....ومن المرح تحسبهم الدنيا بأجمل حُلاتها.....

معادن نفيسة قلما تجتمع في قلب امرئ لكنهم وجدوا قبل ذلك مثلهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم مثلهم أبو بكر وعمر والصحابة جلهم وستقابلهم في دنيانا من حين لآخر إذا قدر الله وكنت مختارا للقياهم فعض عليهم النواجز ولا تفلت أيديهم فهم نجوم الكون ومصابيحه بهم يحل النور في وسط الظلام وهذه بعض صفاتهم أخبرنا النبي بها هؤلاء هم زمرة الإيمان فاصبر نفسك معهم ولا تلتفت...... هم صحبة الدنيا وجيران الآخرة..وغدا تشربون معا من كؤوس الجنة وتشتمّون رحيقها وتتنزهون بين بساتينها فإذا كانت الآخرة وتجمع المتحابون على منابر النور يقول الحق جل وعلا خذ بيد صاحبك وادخلا الجنة أو كما قال سبحانه......

"واصبر ْ نفْسَكَ معَ الذين يدعونَ ربَّهُم بالغَداةِ والعشيِّ يُريدونَ وجهَه ولا تعدُ عيناكَ عنهم تريدُ زينةَ الحياةِ الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبَه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فُرُطًا" الكهف٢٨