كنتَ تجلس في الظل،
والضوء يختار ملامحك ببطء،
كما لو أن الشمس تخشى أن تكشفك دفعةً واحدة.
لم تكن تنظر إليّ مباشرة،
لكنني كنت أشعر بثقل نظرتك
وكأنها تمسح الطريق بيننا من الغبار.
حين وقفتَ،
بدا أن المسافة ستقصر،
لكن خطواتك كانت من نوعٍ يضاعف الطريق بدل أن يختصره.
كنتُ أراك، وأرى في رؤيتك لي اختبارًا مستمرًا،
اختبارًا لا أنجح فيه ولا أفشل…
فقط أظل أحاول.
مشيتَ أمامي،
والهواء من حولك كان أبطأ من خطاك،
كأنك تحرص أن ألحقك دون أن أصل.
في تلك اللحظة،
أدركت أنني أسير في خارجي عبر داخلك،
وأنك تكتبني وأنت تمحو بعض الحروف كي أظل ناقصة.
لو قلتُ لك شيئًا حينها لقلت:
“العينان اللتان أمامي ليستا نافذتين… إنهما مصيدتان من ضوء.”
ولو قلتَ لي شيئًا لقلتَ:
“يكفي أن تضيعي طريقي إليك،
لأربحك.