خذني، إلى مرجك حيث تتلو الشمس صلاتها على صدري،
وحيث النار تصنع من ظلالك فراشات بلا عيون.
دعني أركع على عشبك، أبتلع رائحة صمتك،
وأغني على صمتك حتى ينهار الليل على اسمك،
وتنسكب النجوم من عينيّ كدموع بلا سبب،
والقمر يترنح على أطراف صمتك.
خذني إلى قلبك،
حيث الماء يسبح بلا شاطئ،
والريح تضحك في صدري كطفل يضيع في جسد العشق،
والنار تقول: “ها هو…
جاء العاشق ليحرق العالم،
بلا خوف، بلا حدود.”
أريد أن أرى الظلال تتراقص،
والفراشات تهمس باسمك في أذنيّ:
“ها هو الذي يذوب فيك… ها هو الذي ينسى كل العالم.”
خذني، لأغسل روحي في نهر حبك،
وأعيد ترتيب قلبي بين فراشاتك المتمردة،
فأنت المطر والثلج والنار والموسيقى،
وأنت الضوء الذي يجعل الأرض تنحني لعينيك،
وأنا الطير الذي يذوب في جناحيك،
والغيم الذي يبتلع كل السماء ليصل إليك.
خذني، لأرتشف منك صمتًا أشهى من أي شراب،
وأغرق في بحر لم يولد بعد،
حيث كل موجة تقول لي:
“هذا هو… هذا هو الذي اشتعلت روحه باسمك،
والعالم كله يختزل في نظرة واحدة منك.”
خذني، فأنت المرج،
وأنت النار، وأنت الفراشة،
وأنا الذي أتحطم على أقدامك،
وأصبح كل شيء في داخلي مجرد شمس حمراء،
تشرق باسمك،
وتنسكب الأعوام كلها في حضنك صامتة،
كأن الحب اختبر كل شيء،
ثم قرر أن يبدأ من جديد،
في غياب الزمن،
في حضرة الصمت،
في دفء قلبك الذي لا ينتهي
—





































