اقرأ عليَّ
كأنّك تُلقي على روحي
درسًا في الوجود،
وتعيد ترتيب مقامات قلبي
كما يعيد الشيخُ
نفَسَ المريد
إلى طمأنينته الأولى.
ارفع صوتك
كذكرٍ يتردّد في السحر،
كأنّك تقول لي:
“اثبُتي،
فالطريقُ لا يُؤخَذُ بالعَين،
بل بالرُّوح التي
تعلّمت أن ترى.”
وأطلق صهيل صمتك،
فصمتُك ليس غيابًا،
بل كشفٌ،
شبيهٌ بصوتٍ
يخرج من وراء الحجاب
ليدلّ السائر
على مكان خطوه
إذا تاه.
وتقدّم…
لا إليّ،
بل على خطّ النور
الذي يمتدّ منكَ نحوي،
فأدرك
أن بيننا
مسافةً خُلِقتْ كي تُقطَع،
لا بالأقدام،
بل باليقين.
واحتلّ قلبي
احتلالًا معنويًّا
يجعلني
أشبه بما أكون عليه في الغيب،
لا كما يعرفني الناس،
ويجعلني
أسمع نبضًا
ليس نبضي،
لكنّه
يُشبهني أكثر ممّا أعرف نفسي.
واغزوني
غزوًا من نور،
يقترب
كما يقرب التجلي
من روحٍ مستسلمة،
ثم يتركها
معلّقة
بين دمعةٍ وبسمة،
لا تعرف هل هي فَرَقٌ
أم وصْل.
واجعل قلبي
يرتجّ عليك،
يرتجّ
كما يرتجّ قلبُ السالك
حين يدرك
أن الطريق لم يكن طريقًا،
بل نداءً واحدًا
تردّد فيه اسمٌ
لم يَعُد يستطيع نسيانه.
وانسج من أنفاسك
موسيقى لا تُسمَع،
بل تُذاق،
موسيقى
تدخلُ الروح
كما يدخل النسيمُ
من شقٍّ صغير
في نافذةٍ
نسيتها مفتوحة،
وتحوّل الظلّ
إلى نورٍ خفيف،
لا يراه أحد
إلا من عرفك.
وكن لي…
كما يكون السرّ
لمن طاف حوله سنوات،
ثم انفتح له فجأة،
فبكى،
وعرف
أن بعض الأنوار
لا تأتي لتُشرِق،
بل لتُغيِّر
صاحبها إلى الأبد





































