أحبّ حضنك،
لأنه مكانٌ
تستريح فيه الآلهة
حين يثقل عليها الحكم،
ومكانٌ
يتعلّم فيه الطين
كيف يصبح إنسانًا
دون أن يخون أصله.
وأحبّ كتفيك،
لأنهما لا يشبهان كتفين،
بل يشبهان جبلَي زاغروس
حين يرفعان السماء قليلًا
لتتنفّس.
وأحبّ يديك،
لأنهما تَعرِفان
كيف تلمسان الأشياء
من دون أن تُفزِعها،
وكيف تُعيدان ترتيب العالم
كما يعيد النهر
ترتيب حصاه
بهَوَسٍ جميل.
أحبّ عينيكَ،
لأنهما تشبهان فجوةَ الضوء
حين يخرج أوتو من معبده،
ولأنهما لا تنظران إليّ،
بل تَشُقّان الهواء
كما يشقّ الكاهنُ
ليلَ المعبد
بسكينةٍ من ذهبٍ مُطفأ.
وأحبّ وجهكَ،
لأنه ليس وجهًا،
بل لوحٌ طينيّ
فوقه بصمةُ يدٍ أولى
جفّ الطين قبل أن تُكتب،
فصار وجهكَ
كتابًا بلا كلمات،
ومعنى بلا ترجمة.
وأحبّ أنفكَ،
لأنه قائمٌ قائم،
كما يقف حارسُ نِـنِيب
على باب الريح،
لا يسمح للهواء العابر
إلّا إن كان يعرف
اسمه الحقيقي.
وأحبّ لحيتك،
لأنها غابةٌ سومرية،
تحمل ظلّ الشمس
ورائحة السنين،
وتُشبه الوادي
الذي أخفت فيه إنانا
أسرارها السبع.
وأحبّك…
ليس لأن فيك رجولةً تُرى،
بل لأن فيك قَدَرًا
لا يُلمَس،
قَدَرًا يشبه الأسطورة حين تنضج،
ويشبه الكلمة
حين تتذكّر
أن أصلها
كان ضوءًا
——-






































