عزيزي كمال،
كيف حال قلبي معك؟
أما زال يتمسّك بعهدك،
أم انساب من بين أصابعك
كقطرة ماء شقّت طريقها إلى وجهةٍ لا تُدرى:
أإليك… أم عنك؟
أتذكّر حنين نظرات الصبا،
تلك البسمة المرسومة على شفتيك،
التي ما زالت، كلما مرّ طيفك،
تفتح في وجهي أبواب الضحك،
ويفوح عطري بهمسة شوق،
كأنها تسري في ندى ذكرك.
كنتَ في أوجك… وأنا فيك.
وكلما لامس حرف الكاف اسمي،
انفلت مني نبضي إليك.
أتذكر لمسة يدك،
حين هممتُ بقطف وردة من البستان،
فشدّدت عليّ وقلت:
"إيّاكِ أن تُقطفي،
كوني كتوليبٍ لا يتمايل إلا بين يديّ،
ولا يروى إلا بعسلي،
ولا يبوح إلا لقلبي."
لكن…
أظن أن الأيام لم تُنصفنا.
غول الفكر التهم زهرتك،
ونار البعد تركتني على صفيحٍ من لهفة.
تسلّل التعود بيننا،
وانفرط عقد اللهفة،
حتى صار البعد والقرب سواء.
أتعلم؟
شريتُ هدوء ضلعي.
ما عادت القلوب تئن،
وكنتَ أنتَ لزهرتك عبرة.
ربما نلتقي… أو ننزوي.
لا أعلم.
وعلى هذا الحال،
ما بين الذاكرة والغياب…
يحتار قلبي...