عزيزتي المضطربة؛
حللت بهذا العالم الأزرق أهلا، حسب اشعارات العالم القديم وما حلّ بإحداثيّات المبادئ وما طرأ على بنيان الأخلاق من صدأ مثابر ينخر كالسوس في روابط و صلات ساكنيه.
كم أدهشني شرودك المُلتحف بتغابي السُئل، أكاد أُجزم أن ذاك الظلام الدمس الذي استولى على بؤبؤ عينيك، وانتهك بسم فاهك وأثقل حفيف روحك؛ طغى ماهية الجبال الراسيات لكتلة العالم المسطح و الذي لا يجترئ على إسكان ضوضاء أنين نفسك ..!؟
لما كل ذاك التكالب والتكاتف على إسقاط هدوء أمواج تخاطب ضيوف جسدك؛ روح و نفس ، هوى وشيطان هل أتوك طواعية أو اتفقوا على هزيمتك و تغاضيت عن بند الرحيل فأصاب سهم الخلود عُمرك..!
غاليتي أيام معدودة؛ لندعها تمر مرور الكرام وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.
شكواك لسان خاصتك وإشهار جفاء قلوبهم نحوك ،شَجْبك لشحة استقامتهم وخوضهم في بحر الهمز واللمز، و كم تُخموا من حلو مذاق لحمك....
لا بأس دعِ الخلق للخالق ولا تبالي بشرذمة؛ فعلهم من جنس قولهم ،عقيدتهم دنيا غرور ونسوا في زينتها ساقية العدل تدور وتدور وما غفلت ظالم وتهللت على ثناء جنسك.
غاليتي مالك الملوك وعد؛ وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى
أطمئنِ ... الله موجود