وهل يليق بالحبّ الكلام؟
كيف تُترجم الروحُ وجعَها بحروفٍ،
إن كان كلُّ حرفٍ منها يئنُّ شوقًا؟
مجردُ أنفاسٍ من نورٍ لامست حدودَ الهوى،
فتشابكت لتغزلَ قوسَ الطيفِ بين نبضي ونبضِك.
هل ترى الفراشاتَ التي تُحلقُ في ثنايا روحي،
كلّما مرَّ طيفُك؟
أم تسمعُ عزفَ صدري على طبلِ قلبي،
حين يُنادى اسمُك في الغياب؟
تكفيني من الحبِّ بسمةٌ ترتسمُ على فمي،
لمجرّد أن يمرَّ طيفُك بخاطري،
أو أن تتلعثمَ حروفي بذكرِ اسمِك.
نصفي اللذيذ...
أتغارُ عليّ من كواكبَ مطفأةٍ لا أكادُ أراها؟
وكيفَ يغارُ البدرُ من رمادِ نجمٍ خبا؟
ونورُك قد طمسَ ملامحَ قرنائِك،
فلا حضورَ لغيرِك،
وأنتَ السطوعُ الذي لا يُغادرُ سمائي.
أتُدركُ نبضَ القلمِ حينَ يخطُّ اسمَك؟
أم تُنكرُ رجفَةَ جوارحي كلّما مرّ ظلُّك؟
أينما ارتحلتُ،
ظلكَ يسبقني...
يُحيطني بحفظٍ من ربي،
كأنك الدعاءُ الذي استُجيب قبل أن يُقال.
ألا تدري؟
أنك طفلي الأول،
رغم أنّي كبرتُ على يديك؟
سكبتُ عمري في ملامحِك،
وعشتُ فيك، ثم خرجتُ منّي إليك.
ورقةُ التوتِ مالتْ نحوَ حبّةِ الفراولة،
والبستانُ كلُّه انعطفَ في فلكِنا،
حيثُ بيتُنا الجميلُ...
يدورُ على وتيرةِ عشقٍ،
لا يسكُن.
أنا.... أنت ،
ولا فاصل بين الوجودين ،
سوى أن قلبي يسكن روحك.