يا أنت،
ما كنتُ يومًا من اللواتي يركضن خلف ظلٍّ،
لكنّكَ كنتَ الضوءَ الذي، ما إن لاح،
أقام في عيوني وطنًا .
لا تسألني: لمَ أحببتك؟
فأنا لا أعرف كيف،
ولا متى تسلّلت إلى رئتيّ،
فصرتَ هواءً لا يُرى…
لكنه يخنقني حين يغيب.
أنا تلك التي كتمتُ أنفاسها
كي لا تُفتضح شهقة الحنين،
وخبّأتُ اسمك في السطر الأبيض،
فقرأه قلبي قبل أن تكتبه يدي.
أعرفك…
درويشٌ بلا مئذنة،
ورجلٌ ثقيل الجفن،
لا يرى إلا ما يشاء،
ولا يمنح قلبه إلا على طريقٍ لا يعرفها سواك.
كيف جعلتَ من الحبّ ينبوع حياة لا يروى،
ومن القربِ عذابًا ممتنعًا؟
أعفيتُك من كلّ شيء،
إلا من أن أتنفس عشقك،
وأن أتعلم أبجدية الغرام
على دفءِ أنسك وصقيعِ تقلباتك...
أيها البحر الهادر،
لِمَ ذاك العذاب المميت بقربك؟
أشتهيك… وأتمنّع،
أذوب في قسمات وجهك المعطّر،
وأفقدني بين طياتك...
أين أنا مني؟
وكلي أنا… كأنني نُسجت من تفاصيلك.
وأنا فقط لا أدري:
هل أبوح بعواصف جنوني
وأطلق عنان حرفي؟
أم ألوذ منك إليك،
فلا يبقى مني
إلا... اسمك.
فدع ألحانك تستريح على شفا بسمي،
ودع لي عود أنغامك…
أرتل عليه سلامًا لن تجده في غيري.
وإن لامستك أناملي،
فكن ناعمًا كأنك تُصغي لحرفٍ من قلبي،
ولا تعتذر، فقط
اصمت كما يفعل الحنين حين يمر ،
ولا يبوح
فلا شيء… سوى
بعضي فيك،
وبعضك في ذاكرتي