الجميلات يُملن الليل بحلاوة القد المقطر،
قناطير الغنج الصافي، لا مساس ولا هروب،
يسلبن ألباب الصدور،
ودويُّ همسٍ يُذيبُ جلمود هذا الأزرق المجنون،
لهيبٌ شوق يقتد أنفاسُ الصبايا،
صافاتٌ تُسكر همس المنايا ،
وسلسبيلُ عطشى الليالي غمزُ العيون.
يزهرُ المسكُ خُطاهن، يُسيِّلُ الدفءَ الأثير،
فوقَ أغصانِ الهوى ولا احتمالَ للرجوع،
خُطاها رقصٌ سرمدي، يميلُ بنيانَ الفتول،
ترتّلُ الريحُ القصيدة حين تمر،
وهلالٌ مفتونٌ يثور،
ليلٌ طويل، ودلالٌ يحبو في سكون.
الرَّمشُ فجرٌ في الفلا، يتوهُ حرفُه،
النبضُ ضيٌّ في الدجى، فواحٌ عطرُه،
وكلُّ شوقٍ في الدنى، من خصرهِنَّ فكرة.
إذا تنهدن، ارتجفَ الوقت
وذابَ الليلُ في ومضِ الوريد،
كأنّهن أولُ الخلقِ،
آخرُ النجوى،
سرُّ الكون و الليلِ السهيد