قالت لي صديقتي يومًا، وقد لمحت شيئًا مختلفًا في نبض حروفي:
"لاحظتُ تطوركِ في الآونة الأخيرة... أصبح حرفكِ أعمق، يتزيّن بثوب جديد، وكأنه تحرر من سابقه وارتدى حُليًّا زانته مفرداتٌ أخرى. أسلوبكِ رغم مرونته، بات ممتنعًا، لا يطاوع إلا من روّض الحرف وراقص الشعور."
فمن حيث ابتدأ الحرف، و ارتقى الشعور ...!؟
أجبتها ببساطة لا يشوبها تكلف:
"بدأت أقرأ… نعم، لقد أكرمني الله، ووضع في طريقي كاتبة فاقت كل توقعاتي عن الجمال.
إنها (نون)، اسم على مسمّى… نون، الحرف الشريف. لا أملك أمامها إلا أن أرفع القبعة احترامًا لقدرها الرفيع.
كأنها خُلقت من مفردات، وكتبت بها، وفيها، ومنها."
ثم هناك (غيم)…
ذاك الكاتب النابغة، المتوّج على عرش الإحساس.
تقرأه فتشعر أنك تحلّق كـملاك، لا تدري بأي أرضٍ ستحطّ، ولا أيّ عالمٍ ستغرق فيه.
بين سطوره سُكرٌ من جمال، وارتواءٌ من عمق.
شكرًا من القلب، لكل من كان سببًا في هذا الارتقاء…
ارتقاء اللغة، وارتقاء الإحساس.
وبفضلهم، عرفنا جمالًا لم نعرف له من قبل مثيل.