ماذا لو عدتُ إلى مدينتي الفاضلة؟
لكنّي هذه المرّة أعودها بثوبٍ جديد،
ثوبِ الحكمة والرحمة؛
فلا أَظلِمُ أحدًا، ولا أُظلَم.
للجميع حقُّ الكفاف،
ولي وحدي حقُّ اللُّطف والكرم.
سأُكرم نفسي عن صغائرِ النفوس،
وأرفعها عن دُنيا العقول المزدحمةِ بالجدل،
فقد خُلق لنا قلبٌ يُبصر،
فكيف أُطفئ نورَ اللهِ فيه؟
يقولُ قلبي: «كُفي»،
فأُخالفه،
وأغزل من الأعذارِ حُجُبًا تُخفي وجهي عن الحقّ،
ثمّ يجلدني عقلي بعد حينٍ بسياط الوعي:
لِمَ العناد؟
ولِمَ الإصرار على تجاربَ عقيمةٍ ناصيتُها الدنيا،
ونحن نرجو بها وجه الآخرة؟
سأبدأ من جديد،
أنصِف نفسي أولًا،
ثمّ أُقيم للآخرين ميزانَ عدلي،
فكيف أُمسك كِفَّتَي الحقّ،
وأنا في ظلمِ نفسي أسير؟
دعِ الخلقَ للخالق، ولا تُبالي،
فمن استطاع أن يحملَ معه الدنيا،
فليأتِني ببرهانِ السابقين.
من عمل صالحًا فلنفسِه،
ومن أساء فعليها،
وما ربُّك بظَلّامٍ للعَبيد.





































