ومضت الأيام وتُحاول زهرة التشافي من ماضى يُصر على الحضور ،ويُلح في طلبه متشبثا برأيه وثابتا على عناده وكلما حاولت زهرة أن تلملم بقاياه ،بعثرها مرة تلو المرة
وما كان من زهرة الوادي غير الاعتياد......
نعم تأقلمت وأوهمت فؤادها بأن الخطأ يتدارك
ويمكن أن يُلفق بخيط من الحكمة والعفو وبعض الغفران ....
و عاودت الكرَّة وأوجدت لمبرارتها بئر أعمق وحِصن رحِب
حتى يساع ذلات حبيبها وتصرفاته الطائشة
وعثراته اللامتناهية وعدد ليس بقليل من التأسفات
وها هي زهرة جددت ثوب الحب وأرفقته أنغام الهوى
و دبَّ فيها الأمل ورقصت لها الحياة
عادت وكأنه اللقاء الأول .... اغدقت كمال بالحب والحنان
وكان يرتشف قهوته من فِيها كل صباح وينعم بالدفء مُتحصنا بين ذراعيها ، يُداعب خصلاتها المنسدلة على كتفه
ويُسمعها تهويداته ويأخدها في عالم ال كان يا ما كان
، حيث بدأت سطور ... زهرة وكمال .... تلك البريئة أميرة البستان ،تتدلل بفستانها الزاهي والطير يشدو بكل مكان ،
وكمال ذاك العاشق الولهان ....يغتلس النظرات من شرفة غرفته المُطلة على بهو بيت أميرة الأحلام
واسترجعوا بالضحكات كيف رُفض كمال بعد المرة عشر
وإصراره المضني وطلبه اللحوح حتى نال القبول وكيف تم العقد وإلتئم الشمل ببركة الرحمن ......
وتوالت الأيام وتُمحى الآثام إلى أن تم الغفران ...
ولكن نحر كمال إسمه وصفته .... وعاود الخذلان
ولكنه هذه المرة لم يتقصد القلب ،بل تقصد الثقة والأمان
آااااه أيها ال كمال وهل يبقى عيش دون اطمئنان...!
هل تتفتح الزهور بريح ملوث معبأ غبار ودخان.. !
كيف يعيش الزهر دون تربة خصبة.. يُحيي بها الألوان
تلك الأولى بعثرت أوراق زهرة ونثرت بقاياها بكل مكان
أما الآن قلعت جذورها وما عاد لها بستان
جعلت من زهرة .... اسم بلا عنوان
ما أخذت من الكمال سوى حروف تشبكت
أصلها نقص وعنوانها ك م ال
عِش بلا معنى.....عيش سراب وأوهام
سحقا ضربت ب حرفك كل معاني السلام
كنا ب واو العطف في ال أنا أنت نحيا زهرة الكمال
وعدت بصنيعك المعتم زهرة وشخص ما ..... اسمه كمال
لم تعد أنت أنت ولم أعد أنا أراك ...... كما كان
يكفيك مني.........