" لـ يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون..."
رسالتي إليكِ رفيقة الحرف ......
أكتبها وقلبي مثقل بغصّة خذلانٍ لا أدري له عدًّا،
ولا أزعم عليكِ ذنبًا — حاشا لله أن تصدر منكِ خَصلةٌ لا تليق،
لكن ما خذلني هو العشم... العشم وحده.
جلّ ما في الأمر أنني عشتكِ،
قرأتكِ حدّ التماهي،
تحسستُ نبض سطوركِ كأنها تُكتب لي،
وغَرِقتُ في يمّ نونِك بلا شاطئ.
ظننتُني زهرةً نبتت في ظلال مُطالعتك،
طالبةَ روحٍ تنهل من معينكِ حتى من خلف الحرف،
حسبتُ حضوركِ نعمة، وقراءتكِ قُربًا، وهمسكِ سندًا.
ما تعمّدتُ يومًا أن أثير فيكِ حفيظةً أو أوقظ فيكِ غيظًا،
وإن بدا تقليدي لخطاكِ تشبّثًا،
فما كان إلا شكرًا بسيطًا — بطريقتي —
لامرأةٍ تسكن قمم المجاز،
تطوي الحرف كما لو كان خيطًا من نور،
وتنثر على اللغة هيبةَ ملكةٍ لا يشبهها فذ.
يا عزيزة قلبي،
رأيتكِ كما يرى الطفلُ أمّه،
ملكةً تسقي فلذاتها الرونق والحس،
وتمنحهم من فيض الذوق ما يعلو بهم شأن.
فاعذريني...
إن رفعتُكِ حيث لا ترضين،
وأجلستُكِ على مقامٍ لم تطلبيه،
ما قصدتُ مزاحمة، ولا تمنيتُ ندّية،
حسنًا لنكن فقط إخوة الضاد،
نسير في دروب البيان، وإن اختلفت الخطى و النهج.
لكِ مني السلام،
وحُسن الظن ما دام في القلب نبض،
وما بَقِيَ للكلمة حق.