لا أعني الجسد، بل تلك التي تسكن النفس وتنهشها بلينٍ قاتل.
كيف لكائنٍ حيٍّ لا يرى، ولا يُحسّ؟
هو لم يفعل شيئًا، سوى أنه خَدَشَ المعنى... فذاب القلب.
جماله، كربيعٍ هبط بشقائق النعمان،
فانبثقت منها ينابيع قوس قزح من الزهر.
لكن في عتمةها ... بحر،
ميتٌ، لا حياة فيه،
لزوجةُ ملحه أطافت على سطحه كل وصل،
بلا قاعٍ تُبنى عليه القُربى،
ولا وتدٍ يُثبّت من أجلك الأرض.
آهٍ من ذاك الغُصَّة،
عَلْقَمٌ ينحر الصدر،
ولَيْتَه علقمًا فقط!
بل هو موج ظلمات، لا هدير له،
سوى صرخاتٍ تقتلع وُتين القلب.
أعوذ بك ربي أن أكون خيبةً لأحد،
لا من بعيد، ولا من قُرب.
أقف على عتبة تلك الدار:
لا مِساس... لا مِساس!
فكيف أقوى على عتاب رب؟
أعوذ بك أن أكون حرفًا معتلاً في زوايا النفس،
سؤالًا حائرًا: أكنتُ خيرًا أم شرًّا؟
لكني، في نهاية المطاف... بشر.
لستُ معصومًا، وإن لم أقصد الجَور؛
فباب الجهالة أعوج، يطال حتى مَن استقام فيه الظنّ.
أريد أن أكون...
ندىً يتحسس وجه الإصباح،
رزقَ البُكور يتغشاه مزيد ربٍّ.
أريد أن أكون نفحةَ رحمة،
ساقها الله إلى أرضٍ بور،
فأخذت زخرفها وتزيّنت،
زروعًا متشابهات وغير متشابهات،
تليق بكل روحٍ .
أريد أن أكون قرآنًا يُتلى،
يُقال فيه: سبحان من فضّل البعض على البعض.
أريد...
أري...
أر...
أ...