جلستُ الليلة على حافة عشّي، أو بالأحرى على ما تبقّى مني.
اختبأت عن عيون البشر، أواجه نفسي بصمتٍ، بكفٍّ لا يعرف الهرب، بل يُجيد أن يمسك الألم دون أن يَخرّ.
أنا زهرة؛ تلك التي رميتُ بها جُرفًا هارًا.
ورغم ذلك لم يُنهِ لهيب قلبي.
أتدري يا كمال كم ناضلتُ حتى يبقى الحبل مشدودًا بيننا؟
كم قاومتُ الانحدار لأجل ما كان؟
لكنني — صدقًا — تعبت، وفاض الكيل.
ليس لأنني استسلمت، بل لأنني أعيد حساب المقاومة والقدر.
لا أطلب منك حذافير اسمك،
بل أن تعود إلى نفسك أولًا، إن كنت قادرًا على أن تعود.
لا لتُرضيني أنا، بل لأن ما بيننا يستحق البقاء.
نعم، أنت كمالٌ بقدرٍ ما… لكن،
الحب لا يُقيم الضعفاء، ولا يبني لهم في وطن القلب مسكنًا أو سبيلًا.
ها أنا ذا:
أنفاسي تتفكّك مع دقات الساعة، وروحي تتسرّب من بين أصابعي.
أخشى الظلمة،
وأخشى أن أتيه في متاهة الأسئلة.
أقولها لك على صرح الوضوح:
إمّا أن تُمسك بطرف جناحي كما كنتَ،
أن تبذل ما تبقّى منك،
أو تُطلق سراح روحي دون جرحٍ لا معنى له ولا جدوى.
كن على قدر اختبار القدر:
هل تستطيع أن تكون قريبًا دون أن تكون كسرًا؟
الحب يا عزيزي ليس استسلامًا أعمى،
بل قتالٌ مشترك.
والآن، وأنا أنفُذ آخر طلقةٍ من صبري،
أُقسم أنني سأبقى زهرة،
ولن أسمح أن تخدش ما تبقّى من أجنحتي.
عد بصدق،
أو دَع أذاكَ وتوكّل على الله.
ابتعد ولا تخشَ عليّ:
سأعلّم قلبي كيف يشفى،
وأزرع على عقر داري زيتونة؛
كلما داعبتها الرياح، شاع نورها عنان السماء — فلا ضيم.
ورَبُّك سَنَدي.
زهرة 🌺





































