أقف هناك، على عتبة الهجر،
أعيد ترتيب أنفاسي،
كأنني أعلّم الصمتَ كيف يتكلّم.
لكَ الودادُ كلّه...
فما زال بيننا من الضوء ما يكفي لآخر مساء،
ومن الظلّ ما يستر خيبةَ اللقاء المؤجَّل.
لسنا مجبرين أن نطفئ الجميل،
ولا أن نغلق النوافذ كي لا نرى النور.
فلنفترق برفق،
فما زال في الذاكرة ظلّ عطرٍ لا يُهان.
لا أريد أن يشيخ وجهي في مرآة الحنين،
ولا أن تنكمش روحي كلّما ناداك المساء،
فمن أحبّ، لا يُتقن الملام.
غادر... ولا تلتفت،
دع المسافة تعلّمنا شكل الغياب الذي يليق بنا،
فلعلّ في التيه لقاءً لا يشبه أحدًا،
وفي الغياب رحمةً لا تُرى.
أهديك وردة،
وأستردّها منّي حين تذبل.
يا سيّدَ نبضي،
كم تعبت حدائقُنا من الحلم،
وما نامت.
أمّا أنا...
فسأترك لطيفك أن يمرّ على ذاكرتي
كنسمةٍ عابرةٍ في فجر مطر،
لا يجرح،
ولا يُقيم.
فلنربط حبل الودّ على باب القلب،
لا يُقطع،
ولا يُشدّ،
بل يُترك هناك...
شاهدًا أن شيئًا جميلًا
مرَّ من هنا،
ثم رحلَ بسلام.





































