سأخترع اليوم حروفًا جديدة،

لم يُلقّنها أحدٌ قبلي،

سأُضيف إلى سرب السين أخوات،

أو أُفرّق شمل الضاد،

أخالط الهمس بالجهر،

أشقُّ مجازًا بين الصمت والنطق...

لا أدري، ربما أفعل، وربما أتراجع.

نحن أبناء الحرف الشريف،

تلاقيناه مذ كنا نَخطّ أولى الحروف على سبورة الحياة،

تعلمنا من "اقرأ" أنها أحرفٌ واحدة،

لكن المشاعر...

تتفاوت كالمطر،

تغمر أرض "زيد"، وتحلُّ بداره،

فتصبح المفردات شتى لمعنى واحد.

الحروف لا تُنسب إلا لمن علّم الإنسان البيان،

لا يملكها أحد،

لكننا نستعير من بعضنا الإلهام،

ننهل من فصاحة أحدهم دون أن تجفّ منابعنا،

ولا تنقص بلاغته من ذائقتنا،

فكلٌّ له فنه، وكلٌّ له بصمته.

كتبنا عن الحب،

عن القُربى،

عن عتبات الحياة،

وعن وجع المجتمع.

إخوة الضاد نحن،

نقتات من المجاز،

نقتبس من التشبيه،

نتشمّس في كُنية الإحساس،

نَعدّل بين ذاك وتلك،

بين الجُرح والمعنى.

وللجمال أثر لا يختفي،

حتى الخبيثُ... له من الطيب نصيب،

لكن الطيب...

دائما... دائما ما يبقى.