لطيفةٌ أنتِ إلى حد الوقوعِ في الحب،
وأنا لستُ أهلًا للوقوعِ في حب اللطيفات.
تطيبُ الحياةُ لِفاتنةِ السواقي، لسيدةِ المواخر،
أما أنا، فلا أُجيدُ اللطف؛
فأنا سهم مُدببُ الحواف، مقطوعٌ من زمن،
لكني أُجَرحُ كثيرًا.
لا يَغُركِ فصاحةُ لساني، ولا غرقي الكاملُ في خبايا الإنسان،
فأنا حاد الطباع، مسمومُ الزوايا.
أنحني لأقطفكِ،
لكن يدي لا تعرفُ الوَرد.
أخافكِ،
لأنكِ لا تُشبهين كهوفي،
وعينُكِ لا تعرفُ التربُص.
تأتين بريئة، كأنكِ لم تذوقي الخراب،
وأنا؟
كلُّ خلاياي مُتآمرة،
أحملُ رفا كاملًا من الإنكار،
وخزانةً من الحذرِ.
لا تقتربي أكثر،
فأنا أختنقُ إنِ اشتعلَ العطرُ من حولي،
ويغرقني ارتباكُ أصابعكِ إن مرت على صدري،
كأني طفل ماتت عذراءُ قلبه،
ولا يعرفُ كيف يُصلي.
لا أطيقُ اشتهاءكِ، وكل حب عرفته قبلكِ كان تمرينًا للخسارة.
سأهرب قبل أن يصيرَ وطنُكِ المدى،
أو قبل أن تصبح ضحكتكِ موعدًا رسميًّا أتفقده.
دعيني أهرب قبل أن أعتاد الموتَ على صدركِ.
لا تذكري اسمي كثيرًا، فأنا لعنة، أخاف عليكِ أن تُصابي.
لا أُجيد النهاياتِ السعيدة، ولا الربتَ على كتفيكِ الحزينتين.
لا أملكُ إلا الغياب... لو صرتِ وطنًا.