أستيقظت كعادتها متأخرة من نومها,نظرت إلى ساعة الحائط ووجدتها الساعة السابعة والنصف صباحا,قامت مهرولة من على سريرها ودخلت غرفة ابنتها الصغيرة ونظرت إلى التربيزة
الموضوعة في منتصف الغرفة ووجدت عليها كيس من البلاستيك
مملوء بالسندوتشات التي سهرت ليلا في أعدادها
فقالت(كده بردو ياشيماء تنسي سندوتشاتك طيب هتفطري بإيه
دلوقتي)
ثم ذهبت لتغسل وجهها وهى مسرعة ,ارتدت عباءتها وأخذت
كيس السندوتشات وخرجت من بيتها وهى تجر خلفها
بعض القصاصات المبعثرة في الشارع بذيل عباءتها الطويل
والشارع زحمة جدا وصوت السيارات المسرعة يكاد يخترق الحواجز والأبواب المغلقة لتكشف لنا ما خلفها من أسرار
وصوت الباعة الجائلين وهم يتصارعون على مكان
وضع بضاعتهم ونساء ممتلئات تجري خلف أتوبيس
محشو بالآلاف من الركاب وبائعي الجرائد مفترشي الرصيف
وعوادم السيارات يعبأ كل المكان,
كل هذا يدور حولها وهى غير منتبهة فكل همها اللحاق بإبنتها
قبل أن تصعد إلى فصلها.
وصلت إلى باب المدرسة وكان الطابور الصباحي أوشك على
الانتهاء فأمسكت بالبوابة الحديدية وأخذت تشاور إلى ابنتها
لتأخذ منها السندوتشات ولكن نظرت إليها البنت بإستغراب
وصعدت السلم
"لو سمحت ياأستاذ فؤاد ممكن تدي السندوتشات دي لشيماء بنتي
معلش هتعبك معايا,
أصلها علطول مغلباني كده بشقاوتها ولماضتها يارب يديني طولة العمر وأشوفها دكتورة أد الدنيا"
هكذا قالت تلك السيدة للأستاذ فؤاد (المتأخر عن ميعاده)
فرد عليها قائلا"حاضر من عنيه أرجعي أنتي بس البيت
ومتشليش هم"
أخذ الأستاذ فؤاد السندوتشات وأعطاها للفراش
فقال الفراش" أكيد دي سندوتشات شيماء"
رد الأستاذ فؤاد" أيوه, متنساش تقرا الفاتحة لروحها الملائكية
أنا مش عايز أكسر بخاطر الست دي وأفهمها الحقيقة
وأهو السندوتشات دي تعتبر صدقة على روح بنتها"
مسكينة تلك السيدة فعقلها رافض أن يصدق
أن ابنتها الصغيرة"شيماء" ماتت غرقا في تلك البحيرة
التي توجد أمام بيتها الصغير وهى تلهو مع أصحابها
منذ سنة تقريبا
تمت,,,