كنت جالسة فوق سطح بيتنا هذا المكان الذى أحبه كثيرا أختلى بنفسى فيه وأكون لوحدى حينما أكون متضايقة من شئ انظر للخضرة
الجميلة ولون الشروق والشمس طالعة تحتضن الدنيا بأيديها استنشق هواء جميل وصوت الطيور فيه شجن وكأنها بتسألنى وبتحاول
تشاركنى همومى .
سرحت مع المنظر الجميل ورجعت بذاكرتى حوالى 15 سنة حينما كنت طفلة افتكرت بيتنا القديم كانت أركانه فيها دفئ غريب وأمان لم أجد مثله أبدا كنا نجتمع فيه كلنا أنا وأخواتى ووالداى(نتسامر ونضحك ونأكل المقرمشات والتسالى)
وافتكرت الضفاير وفساتينى القصيرة وزى المدرسة الكحلى وافتكرت عندما كنا نستيقظ كل صباح للذهاب
إلى المدرسة على البرنامج الإذاعى كلمتين وبس للرائع فؤاد المهندس وأغنية أم كلثوم( ياصباح الخير ياللى معانا الكروان غنى وصحانا ) .افتكرت ألعابى الجميلة وعروستى التى كنت أحبها وكنت مسمياها على اسمى وافتكرت شارعنا زمان كان لا يخلو من الناس أبدا وكنت أنا وأصحابى نملأه بصوت ضحكاتنا ولعبنا وافتكرت الطيارة الورق بألوانها الجميلة للأسف لها ذكريات أليمة معى
كنت أفشل واحدة تطير طيارة ورق ولحد الآن لم أعرف ما هو السبب بأن الطيارة لم تتحرك من مكانها نهائيا بالرغم من أن طيارة أصحابى كانت تناطح السحاب.
وافتكرت أيضا عندما كان يوجد فرح فى بيت من بيوت شارعنا كانت كل الناس فرحانة وكأن الفرح
فى بيت كل واحد فيهم.
وافتكرت احتفالنا بشهر رمضان وفرحتنا بقدومه وتجهيز والدتى لهذا الشهر هى والجيران وكنت أنا وأصحابى نقوم بتعليق الزينة
والفانوس الكبير فى الشارع وعندما يأتى المسحراتى نخرج جميعا بالفوانيس(الفانوس اللى بالشمعة) ونمشى وراءه وياسلام لو قام بنداء اسم من أسامى الأطفال الذين يمشون وراءه فرحة ما بعدها فرحة وللأسف ولا مرة قام بنداء أسمى
وافتكرت العيد وأيامه والعيدية وتحضير الكحك والبسكويت
وافتكرت المرحلة الاعدادية وأول نظرة إعجاب وأول دقة قلب ما أجمل سن المراهقة!!!وافتكرت الثانوية العامة وأيام المذاكرة
والسهر والصحبة الحلوة كنا كبرنا وفهمنا الحياة أكثر وأصبح لدينا طموح وكلا منا يرسم ملامح مستقبله وينسجها بخيوط من
خياله وياسلام على انتظار اليوم الذى ستظهر فيه النتيجة وقلوبنا أوشكت أن تتوقف عن النبض من كثرة الخوف والقلق وبعد
ذلك تظهر النتيجة ونسمع فى جميع الاذاعيات أغنية(وحياة قلبى وأفراحه) وافتكرت أيام الجامعة بالرغم من تفرقنا أنا وأصحابى
كلا فى جامعة مختلفة وكلية مختلفة وصعوبة الموقف حاولنا بأن نكون صداقات جديدة .يالها من أيام جميلة(أيام الجامعة أيام اللعب والشقاوة والضحك اللى طالع من القلب)
واستيقظت فجأة من هذا الحلم الجميل على مسج من شخص......ربنا يسامحه جعلنى أفيق من أحلى حلم ووجدت نفسى كبرت
والضفاير اتفكت والفستان القصير أصبح شئ من الماضى ونظرت حولى وجدت المكان كله اتغير(الناس اتبدلت والوجوه هى نفسها
الوجوه ولكن من غير ملامح مملوءة بالأسى غيرتها تروس الحياة وريتمها السريع والعمارات أصبحت عالية وحجبت حتى
رؤية الشمس وسألت نفسى سؤال بإستعجاب (فين أيام زمان دى كانت أحلى أيام؟!!!)واستيقظت على الحقيقة وأتيقنت بأن هذا العمر
وهذه الأيام ولت وأخذت معها أحلى ذكريات فأخذت الموبايل ونزلت أواجه الواقع ,أواجه التغير.