فتحت ريم هاتفها لتجد رسالة تقول:
ندمت على يوماً كنت أحاول فيه التخلص منك فقد سئمت الوجوه المُقنعة التى تحيطنى الآن من كل مكان.لم أُعير لإهتمامك بالاً ولم أعبأ بشئ كنتى تفعليه من أجلى وتركت لكِ فى القلب جرحاً لايلتئم أبداً فقد انكسر فى قلبكِ شيئاً لن يعود
تذكرت حينما رأيتك منذ عامين فتاةتحمل بين طياتها كل معانى البراءة والجمال.لهثت خلفكِ لأرضى غرورى كشاب وتراهنت عليكِ للوقوع فى غرامى ،فواللهِ صنعت ذنباً لايُغتفر .حاولت التقرب إليكِ بكل الطرق والأشكال حتى لمحت منك بعض الإهتمام.هنا بدأت قصة الخزلان
لا أنسي حينما قلتِ لى:
_بحبك يازياد
إبتسمت حينها إبتسامة الإنتصار بعد شهور طويلة من اللهث خلفكِ وافتعال الحب والمشاعر.تركتكِ يومها وأنا فى قمة السعادة ،وركضت لأصدقائى أُبلغهم بفوزى للرهان وبعد سهرة مليئة بسيرتك التى كانت أبرأ من كل أطماعنا وسخريتنا ووقاحتنا عُدت للبيت لأجد العشرات من مكالماتك ومازلت تتصلين لعلكِ تجدى رداً:
_ريم تتصل..ريم تتصل
أغلقت الهاتف ثم أشعلت سيجارتى واستلقيت على ظهرى
_ريم..تلك الفتاة المستحيلة .بل التى كانت مستحيلة ..الآن بين يدى كتلك السيجارة أُشعلها وقتما أشاء وأُطفئها حينما أشاء أيضاّ.ريم..ريم..هكذا ظللت أُردد إسمك بسخرية
لقد أحببتنى وكأننى أنا الوحيد فى العالم وخذلتُكِ وكأننى لا أرى من الأعداء غيركِ
ورحت أرسُم طريق الفراق بكل دقة وأخلُق الحجج والأعذار
كم من الوقت إنتظرتينى فيه وكم من رسائل أرسلتيها وكنت أمحوها.أتذكرين ياريم؟
_حتى لو أخذتك الأيام بعيداً ستبقي حاضراّ فى قلبي وذاكرتى...هكذا كنتِ تقولين
فكل ليلة أتذكر حديثكِ معى المُفعم بالعشق والعطاء أتلوها على قلبي كل مساء علها تُعيننى على ما أنا فيه.الآن أُواسيه بها حتى لايقتله الألم
أبدو بخير.لكننى لست كذلك..حينما أتذكر كيف سحبت بساط السعادة من تحت أقدامك شيئاً فشيئا..كم من ليالٍ باتت دموعكِ على وجهك وحسرات قلبكِ تملأ كيانك..كل هذا بفعلى أنا! أعترف بأن الذنب كله لى .كم واجهتِ من المتاعب وكنت أعرفها ولا أكترث وعُدت لأتلاعب بكِ فى رهانٍ جديد ،ووعدتك بالزواج وأنتِ لاتزالين على عهدِكِ لى وأنا مازلت أسحق قلبكِ وكرامتك ياريم
الذنب يقتلنى كلما تذكرت..أغيب وأعود وكأنكِ شيئ لاقيمة له ولا وجود حتى قابلنى أحد أصدقائى المقربين.ضحكنا وتسامرنا،ودق جرس هاتفى فقلت بعصبية ونفور:
_ييييه..دى ريم
قال "محمد" صديقى:
_مين ريم؟
فقلت بضحكات عالية متقطعة :
_ماتاخدها يا أخى؟
وياليتنى ماقلتها،وعُدت لأتراهن من جديد وبعدحديثٍ طويل عنكِ.قال "محمد":
_والله إنت ماعارف بقيمه ريم دى
فأعطيته رقم هاتفكِ وتركتكِ له
يالدنائتى ووقاحتى! ثم اتفقنا على ذلك،وقابلتكِ لآخر مرة أعطيتك حينها وردة ،وقلت بكل برود:
_إحنا مش مناسبين لبعض
ولم أراكِ حتى ذلك الحين،واليوم سمعت بخبر زواجك من"محمد"
إفتقدتك كثيراً ياريم حينما فقدت الإهتمام والحب والبراءة لم أعرف بقيمتكِ ..أنتِ أطهر وأنقى من عرفت
صدقينى هذا ليس رهاناً جديداً،ولا أُحرضكِ على العودة .بل أتمنى لكِ حياةً سعيدة لأنكِ تستحقين الفرحة ،وأنا أستحق الشقاء.
إنتهت الرسالة،وكتبت ريم بيدٍ مرتعشة:
_ الخائن لايتغير،ولا يستحق الفرص
ثم جلست بجوار الوردة تبكى
تمت بحمد الله