وصلُ الحزنُ مبكرا
ودون صوت
خلع معطفه بهدوء،
و جلس أمامي
دون أن ينبس ببنت شفة
وبدأ بتعليق الأيام على جدران قلبي...
واحدةً تلو الأخرى،
كما تُعلّق الذكريات القديمة في بيتٍ ضاق بأهله.
لم اصرخ، لم ابكِ
لكنه وضع وزنه كله على صدري،
كمن يريد أن يقول: "أنا هنا، ولن أذهب."
في ذلك المساءٍ،
اطفأ الليلُ أنوارَ المدينة داخلي،
وتركني الحزن لوهلة
و هو يطقطق باصابعه المتعبة
و رسم ظلي في العتمة،
سأل أهذه انتِ؟
قلت : انه حلمي
فتسائل: كيف ستنجو من نفسك إن كنت تخاف ؟!
ذهلت و كأنني فقدت شيئًا لا أستطيع تسميته،
ولا أمسك زمامه
و من أنت؟
ثم أجبت سؤالي في نفسي:
الحزن لا يحتاج إلى اسمٍ جديد،
فهو يتخفّى في الملامح،
في الرسائل المؤجلة،
في الأغاني التي لم أعد أحتمل سماعها،
وفي الطرقات التي مررتُ بها وحدي،
مرتين… دون أن أعود.
أنا لا أطلب من الحزن الرحيل،
فقط... قليلًا من التهذيب،
أن لا يأتي بكامل ثقله،
أن يترك لي مقعدًا في السماء،
لأتنفس.
اهملت وجوده
و طلبت من السماء اغنية تليق بحضوري






































