التقيتُ ليلة أمس برجلٍ كتب من قصائد العشق عشرات، ومن دلائل البقاء فعل المئات.
اجتاز كل اختبارات الاحتواء بإجابة كافية تُسمّى "حضن حنين".
له مواقف برهن بها أنه رجلٌ كُتب في هوية عشقه: أب، أخ، حبيب، صديق.
يقف أمامه رجلٌ آخر يرفع في وجهه سيف الأنانية، وعلى حدِّ نصله تفغو امرأة، كل ذنبها أنها لم ترَ حبها الأول، وتوهّمت حب الثاني.
فمرّ العمر بين أبواب تُفتح للوهم وتُغلق في وجه الاحتواء، إلى أن ظهر السيف وقطع نصله آخر حبلِ وصالٍ يمكنها التمسك به.
فتوهّمت من جديد أن الرحيل هو الملاذ الآمن، ومع أول خطوة تجاه بلاد لا تعرف فيها أحدًا، ظهر هو بقصائده؛ كل قصيدة تحكي عن يده والدمعات التي أزالتها.
لم تفلح القصائد، فالجرح غائر، لا يضمده إلا الأمان.
وما رأت امرأةٌ رقصت على سيف رجلٍ قاسٍ طأنينة، إلا في "حضن حنين" من رجل لا يعرف الذهاب.