كنت أعمل كفرد أمن لحراسة أحد المخازن الكبرى (مخزن للأجهزة الكهربائية) كان يقع على أطراف مدينة الجيزة، وكان بجانب المخزن قصر كبير، لكن من الواضح أنه مهجور منذ زمن طويل، كنت أعمل في وردية ليلية من منتصف الليل حتى السابعة صباحاً، منذ أن استلمت عملي وكان في تمام الساعة الواحدة يأتي عم رجب هكذا أخبرني عن اسمه.

عم رجب كان يعمل كحارس لهذا القصر، كان يأتي للجلوس معي لنتآنس ببعضنا البعض في هذا الوقت من الليل ويأتي معه ب(عدة الشاي) ويجلس معي ويقوم بإعداد الشاي لنا ويبدأ بالحديث عن عمله في هذا القصر منذ أكثر من عشرين عاما، وأنه يمكث في القصر لحراسته بعد أن سافر أهل القصر، ذات يوم بينما كنا جالسين لفت انتباهي شخصا يقف في شرفة غرفة في القصر، فسألت عم رجب من هذا فلقد أخبرني أنه لم يسكن أحد غيره في القصر، أخبرني أن هذا الشخص هو بدر بيه صاحب القصر، فكيف؟ وهو أخبرني أن جميع من بالقصر قد غادروا منذ زمن.

بعدها سمعنا صوت صراخ داخل القصر، وأسرع عم رجب إلى القصر ثم اختفى ولم يأتني لثلاث أيام، وبعدها ظهر مرة أخرى وتحدث لي وكأنه كان معي بالأمس، قلت لنفسي لا بأس ربما هذا بسبب كبر سنه، قد نسى، وعاد من جديد صوت الصراخ يعلو داخل القصر، صوت امرأة تستغيث، وكلما سألت عم رجب عن مصدر الصراخ ينظر لي بصمت ثم يذهب ويغيب أياما ثم يعود.

وبعد أيام عاد عم رجب فسألته عما يحدث فقال لي تعال معي، أخبرته أنه لا يمكنني ترك المخزن، قال لي سنعود بعد قليل فلا تقلق.

دخلنا إلى القصر الذي وجدته من الداخل وكأن أحد يسكنه بالفعل وبدأ عم رجب يعرفني على القصر وغرفه، وبعدها سمعنا صوت الصراخ من جديد يخرج من إحدى غرف القصر ووجدت شخصا شاحب اللون يمر من غرفة إلى الأخرى وهو يقول، لن أتركك سأنتقم ولم ادعك تخونيني مرة أخرى، ثم اختفى، التفت لاسأل عم رجب عما يحدث فلم اجده، خرجت مسرعا من القصر، وشعرت وكأنني اجري منذ وقت طويل رغم أن القصر يبعد عن المخزن أمتار فقط.

مضى عامين وأنا أعمل في وردية الليل ومن حين لآخر يأتي عم رجب بأحواله الغريبة وكلما سألته عما يحدث يذهب ويختفي ثم يعود، إلى أن جاءت إحدى الليالي وحين استلمت عملي من صديقي في الوردية الأخرى أخذني فضولي لأسأله عن حكاية هذا القصر، ليرد ويخبرني أن هذا القصر لم يسكنه احد منذ قرابة الخمسون عاما وأنه موصد بأقفال منذ ذلك الحين ولم يزره احد، بعد حادثة القتل التي حدثت فيه وقد قتل صاحب هذا القصر زوجته وحارس القصر الذي اكتشف أنها تخونه معه، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد ومات وهو في السجن.

تمت

سحر ابوالعلا