تبحث عن أقدامٍ أضاعت وجهتها، أراها هناك واقفةً تترقب، تتلفت بين الطرقات، تلتقط أثر خطواتٍ لم تعد تعبرها، تسترق النظر إلى العابرين، تتساءل: أين ذهب الذين كانوا هنا؟.
الطريق صامتٌ، تتهافت عليه حكايات الذين مرّوا وتركوا ظلالهم على الأسفلت، قد ضلّوا أماكن الأيام، فصاروا ذكرى لا يعرفها أحد إلا هذه الأرصفة الحائرة.
هل كانوا يمرّون صدفةً؟ أم كانوا يبحثون عن شيءٍ لم يجدوه؟ هل كانت الطرقات واسعةً بما يكفي لتحتويهم، أم أن المدينة ضاقت بهم حتى اختفوا؟
الأرصفة لا تُجيب، لكنها تواصل الانتظار، هي تؤمن أن الغائبين يتأخرون فقط، لا يغيبون إلى الأبد، وأثر خطواتهم لا يُمحى حتى وإن عبر الزمن فوقه.