اليوم أعود بذاكراتى لأكثر من خمسة عشرة عاما مضت ... حيث تمت دعوتى لحضور مؤتمر فى محافظة أسيوط وغلقاء بحث حول دور الإعلام فى التوعية بمفهوم الصحة الإنجابية ... ولأنها المرة الأولى التى أسافر فيها إلى أسيوط فقد إتصلت برفيقة دربى خلال سنوات الدراسة بكلية الزراعة جامعة عين شمس والتى عينت بجامعة اسيوط ووصلت إلى درجة أستاذ وهى الدكتورة سامية عبد السميع .. إستقبلتنى فى اقاعة كبار الزوار بمطة أسيوط وذهبنا سويا إلى جامعة أسيوط حيث مقر المؤتمر .. هناك عرفتنى بالدكتورة علية الحسينى رئيس قسم الجيولوجيا بعلوم أسيوط .. وهى مؤسسة أول جمعية لرعاية المعاقين ذهنيا فى صعيد مصر .. وعندما تعرفت على قالت إنها كانت تفكر فى استضافة الأستاذة صفية المهندس فى اسيوط وإذا تعذر حضورها لحالتها الصحية كانت تفكر فى دعوتى وكانت تبحث عن وسيلة إتصال للوصول إلينا ... لذا إستقبلتنى إستقبالا حافلا وفوجئت بها تفتح سيارتها وتحضر كتابين أحدهما به أوراد قرآنية رائعة للذكر .. والآخر يحوى صيغا إبداعية فى الصلاة علرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ... وقالت إن شيخا ذائع الصيت فى أسيوط أعطاها مجموعة من هذه الكتب ... لتعطيها لمن تتوسم فيهم الخير والصلاح ... وقالت له إنها مسؤولية .. فهى قد تأخذ بالمظهر وليست متاكدة من المخبر .. فقال لها : إنه دعا الله ألاتقع هذه الكتب إلا فى يد صالح يصونها ... فسعدت سعادة لاحدود لها وإعتبرت هذا الحدث علامة رضا من الله ... وبشاير خير .. حيث كنت أعانى فى هذه الفترة من محنة أصابت إبنى البكر ... فى اليوم التالى جاءتنى الدكتورة علية فى فندق الجامعة وأخبرتنى أن الشيخ حامد يريد مقابلتى .. فقلت لها هذا شئ يسعدنى ولكن أخشى أن يفوتنى القطار ... فتعجبت وقالت معقول .ز ده المحافظ وبعض الوزاراء الذين يزورون اسيوط يحصلون على موعد منه بصعوبة لأنة يكون فى خلوته أويجوب المحافظة مع مريديه من الشباب بحثا عمن يحتاج لمساعدته .. فقررت الذهاب لأرى هذا الرجل ... دخل الحجرة التى نجلس فيها وأخذ يتمتم ببعض الأدعية بالفرج وفك الكرب .. ووجدت دموعى تسيل بغزارة وتغسل قلبى المهموم .. وعندما إنتهى من أدعيته .. حيانى وقال أنت مكروبة .. قلت له نعم ..سيفك الله كربك ... وأخذ يتحدث فى موضوعات روحانية وبشرن ببشرى رائعة .. وهى أنى محسوبة على السيدة زينب ... لم أفهم المقصود بالضبط .. ولكنى سعدت .. وقلت له إنى أحبها وسيدنا الحسين كثيرا وأيضا السيدة نفيسة رضى الله عنهم جميعا ... .. وإنتهت المقابلة بدعائه لى بالخير ... وذهبت للفندق حتى أستريح قليلا وستعد للرحيل ... وقبل نزولى لمطة القطار بحوالى نصف ساعة ... وجدت الشيخ يتصل بى ويقول لاتنزلى قبل أن آتى إليك وأقوم بتوصيلك للمحطة ... فرفضت بشدة لأنى لم أتعود أن أركب سيارة خاصة مع رجل غريب وفى بلد غريب ولااعرفه إلا منذ ساعات ... فأقسم يمين طلاق أن يوصلنى وقال إن زوجته بجانبه وتطلب منى الإنتظار ... وافقت على مضض .. وحضر ومعه إبنه .. وأقسم أن يحمل حقيبة السفر حتى أركب القطار ويضع الحقيبة على الأرفف العلوية فوالمقعد .. على محطة القطار تقابلت وأحد أساتذة جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام بأسيوط .. وبالصدفة كان مقعده بجوار مقعدى ... وبعد أن تحرك القطار سألنى .. هل أنت قريبة للشيخ .. قلت له لا وحكيت له القصة وقلت له لاتزعل منى أنا أعرف قدره عندكم ..ولكن عقلى لايستوعب إهتمامه المبلغ فيه وأعتقد أنى إنسانة عادية الإيمان بالنسبة له .. فقال إنه رجل صالح وربما يرى مالايراه الناس العاديون .. فقلت له البسطاء فى المجتمع وفى الصعيد يصنعون هالة حول بعض الأشخاص .. وينخدعون فيها .. قال لا إنه رجل صالح فعلا وله كرامات .. وقد عايشت بعضها وإن شاء الله نحدث عنها فى مضوع قادم ... لأتعرف على رايكم فى هذه الواقعة