مرَّ بداري.. جلس بعشقٍ بجواري
ضمَّني برفقٍ وحنان
أراه يُحجِم شوقًا كالإعصار
ثم هدهدني مثل الأطفال
فساد الصمت
بعدما كنت طفلة يملأها الصخب
أصبحت أنثى يملأها الحب
مهيبٌ جدًا لقاؤه كالعادة
أم أنه رجلٌ فوق العادة
أم أني أحبه فوق العادة
لا تتخيلوا؛ فأنا لا أفهم
فكيف أفسر ما لا يمكن تفسيره؟
كيف أعبِّر عما لا يمكن تعبيره؟
كيف أغوص في عينيه ولا أغرق؟
وكيف أقنع قلبي أن يهدأ
حتى لا يقفز من صدري ويعانق صدره؟
وكيف أمنع عيني ألا تدمع من فرحة؟
كيف تختفي حروف شفتيّ وأتوه بنظرة؟
إن أمرنا عجيب، يمر الوقت فأنتظره
وأحدد كل شيء يسعده
لون فستاني، والمفضل من عطره
وأنثر في الممر كل أيامي وأيامه
وبعضًا من فرحٍ ينتظر معي فجره
وحين يأتي يسود الصمت
أصبحنا نتحدث بلا كلمات
لغة جديدة بلا أحرفٍ أو أدوات
أعشق هذا الرجل الهادئ جدًا
مثل الليل، ومضيء مثل النجمات
رجلٌ هو، لكنه استثنائي
فوق العادة، وفوق الاحتمالات
إنه رجلٌ لا يُنسى
رجلٌ فوق العادة
رجلٌ يشبه ممحاتي يا سادة
مع كل خطوةٍ يمحو دموعًا
مع كل عناقٍ يمحو أوجاعًا
مع كل كلمة يمحو أحزانًا
رجلٌ هو.. لكنه فوق العادة
يشبه الوقت بلا تكرار وإعادة
مع كل فعلٍ يعيد صياغة تاريخٍ
ومع كل ضحكةٍ يخلق حبًا وسعادة
ومع كل حركةٍ يُنبت وردًا للأيام
ويصير العمر أمنًا وأمانًا وزيادة
رجلٌ هو جدًا
ولكنه استثنائي
يخترق حدودي
ويغفر زلاتي
يأتيني من أقصى الأرض
كي يحضن دمعاتي
ينثرني حَبًا فوق جبال الحب
فتشبع كل طيور الكون
ويجمعني في الليل
فأغفو بين سطور الكلمات
رجلٌ أتى كجيشِ احتلال
لا مفر ولا مقاومة ولا حرب
رجلٌ أتى كنهرٍ مندفعٍ جارٍ لجواري
لا سدودَ ولا هِضاب ولا تحويلَ لمسارِ
رجلٌ أتى بثِقل الجبال الراسيات لمداري
قوي، لا تعبره الأيام، ولا يحركه زلزال
رجلٌ أتى كأنه قبيلةٌ من الرجال
لا يؤخذُ إلا على محمل الجد
ولا يؤخذ ليوم أو لشهرٍ أو لعام
وإنما يؤخذ للأبد
وإنما على مهل