قلبك بيتي، وصدرك هذا وطني، وعيناك عنواني
خذ بيدي إليك؛ فالشوقُ أرهقني، عذبني، وأضناني
يا رجلًا من صوَّان بلا قلبٍ، بلا حنينٍ.. زدت أشجاني
استبحت العمر والروح، وأصبحت صبري وسجاني
حدود كتفيك دنيتي الكبرى، وطني مأمني وأماني
أسكنتك الروح وأقسمت لك أنك فرحي وأحزاني
قلبي ذبيحٌ بعدك، والمسافات تنفيني وتنساني
تبقيني حبيسة منفى بلا شِعري، ولا حرفي وألحاني
أأزرعك وردًا في صدري فتجرحني بشوك حرماني؟
فلا تقسو على قلبٍ أحبك ووضعك بين أجفاني
خذني إليك؛ إن العمر الذي يمضي دون عينيك أعياني
ما لنا نحن النساء تأسرنا اللحظات ونعيش العمر نعاني!
يا رجل العمر، أتتنعم في حبي وتزلزل بهدوئك أركاني؟
يا رجل الصمت، صمتك لوَّن عمري بلون الليل وأشقاني
إنَّ امرأة مثلي لا تتكرر، والأربعين شبيهًا لن يأتوا بحناني
والخوف-كل الخوف- أن يمضى العمر فلا ألقاك ولا تلقاني
إني أستحق بعد كل ذاك العشق ألا يتركني قلبك لثوانٍ
يا عمر العمر، وكل الحب، وكل بساتين الأرض، وأروع ألحاني
زحام كلامك لا يقرأه غيري، وحنانك طفل لا يكبر إلا بأحضاني
أعلم أنك عائدٌ؛ فالوطن أنا، وكل نساء الأرض ستخبرك بعنواني