غِبتَ أنت عن المكان
فغاب المكانُ عني
كثيرًا أردتُ هجر الطريق
ولكن كيف أهجر من بات مني؟
تأخذك الحياة لتمضي بعيدًا
وأمضي أنا حاملةً الحياة
بحثًاً عنك
ثم لا أجدك ولا أجدني
يا ضوءًا ذات يومٍ تخلَّل أجزاء روحي
أنار زوايا عتمتي الكبرى، ثم أحرقني
الغيابُ نارٌ حصدت أنفاسي
أكلت سنيني وأحلامي وأكلتني
ليلٌ طويل الساعات
وقمرٌ يختبئ
ونجومٌ لا تضيء
ونسماتُ فجرٍ لا تأتي
ونهارٌ لا يُشرق
كيف أخذتَ معك الحياة، أخبرني؟
تحالَف معك الكون ضدي ليتركني
كيف تعيش فلا تنام ولا تصحو؟
كيف تعيش بلا أحلامك الكبرى؟
كيف تمر في دروب كنت تعرفها
فلا تتذكرك ولا تألفها؟
كيف لحالة حزن داخلك
أن تحرقك وتغرقك؟
وتُغير ملامحك فلا تعرفها؟
والآن،
أنا لست حزينة
ولكن ما سبب هذا الألم وهذا السكات؟
فقد نزفت مشاعري
فاستباحوا دموعي، واستعذبوا الأنّات
أشعر أنني في نهاية طريقٍ مهجور
فلا ناس ولا أصوات
طريق لطالما أتعبني وآلمني
واستباح أشيائي الجميلات
دائمًا ظلال النهاية بنفس الخوف
أعرفه ونفس الموجعات
هل ينتهي الحب، والاشتياق،
والحنين بلا مقدمات
لماذا يموت الورد، ويمر العمر
ويُضحِي الكلامُ بلا معطيات؟
كسرت الأحلام في بلورتها الزجاجية
فأصبحت ذرات
أصبحت كترابٍ في هواء منثور
أضاعتها رياحٌ مُحزنات
لماذا دائمًا يخونني قلبي
وتخونني مشاعري الباكيات؟
كان قلبي عصفورًا صغيرًا
يغفو بالحنان وصدق الأمنيات
أعطيتك نفسي وكلي
وكنت الاختبار الأصعب بين ما فات
كنت بعضًا منك وأنت روحي
لماذا أشعرتني بهذا الشتات؟
عصفت بي رياح حزني
وتجمدت فيك مشاعري الرقيقات
سأبحر رغمًا عني
وأحمل معي قلبي، وخيباتي القاسيات
إنه خطئي!
فما تعلمت شيئًا من أوجاع وقسوة السنوات
خطأ قلب صغير أراد الحياة بصدق القلوب
في زمن النفاق فمات