القراءة أجمل هواية، والكتاب أجمل الهدايا.

الذي لا يقرأ كالأعمى الذي لا يستطيع أن يبصر ما حوله من الأشياء، فلا يميز بين الألوان: أحمرها، وأصفرها، وأسودها، وأبيضها. وهو كالأبكم الذي لا يستطيع أن يسمع ما يدور حوله من ضجيج وهدوء. فكلاهما في نظره سواء. فالذي لا يقرأ كالكهل الذي كبر ولم يتعلم القراءة منذ صغره، وظل على حاله لا يقرأ. وحتى الأعمى والأصم لا يُقبل منهما عذر، لأن الأعمى يستطيع أن يسمع المعلومات والأفكار والشعر والقصة والرواية، ويستطيع أن يتحدث إليك بها ويستطيع المبصرون الذين لا يقرؤون أن يزودوك بما حفظوه وفهموه وخزنته ذاكرتهم. أما الأبكم، فإنه يستطيع أن يسمع المعلومة والفكرة والشعر والقصة والرواية، ويستطيع أن يكتب لك المعلومة والفكرة. حتى إن الطفل يستطيع أن يخزن الكثير من المعارف والمعلومات الجميلة والرائعة، لما تحتويه ذاكرة الطفل من قدرة على استقبال العلم وضبطه وفهمه. فيمكن أن يكون لمن أدركه العمر وهو غافل عن القراءة عذر، ولكنه يعض أنامله ندمًا على ما جناه على نفسه من عدم القراءة والثقافة والعلم. أما أنت، يا من تفك الخط ألا تقرأ الجمل والكلمات، وتُنشد أبيات الشعر وترحل مع القصص والروايات، فما الذي يمنعك من القراءة وزيادة ثقافتك؟ يمكنك أن تجعل من هذا الدماغ بنك معلومات، لا بنك أموال أو قروض ومصارف.

فالقراءة أجل وأعظم، والكتاب أطهر وأنقى من أوساخ الأموال بين يديك. 

فالقراءة سلاح قوي في مواجهة الجهل والظلام، وتساعدك على حل المشاكل التي تواجهك. أما إذا كنت لا تقرأ، فلا أعلم كيف تستطيع أن تفكر وأنت خالي الذهن من الأفكار والمعرفة، فالقراءة تغذي العقل. وإن كان العجز يمنعك، فلا يعتبر ذلك سببًا ومبررًا للتوقف عن القراءة. وإن كانت بينك وبين الكتاب عداوة أو بينك وبين المعرفة شحناء، فاعلم، يا صديقي، أن أفضل صديق هو القراءة، وأفضل هواية هي الهوية التي يتميز بها الشخص القارئ. يا صديقي، اقرأ، فالقراءة تنقذك من وباء الأمية وترفعك عن زمرة الجهال. أما أنت، أيها القارئ، فالمثابرة على التنقل بين الكتب كالنحل الذي يأخذ من كل زهرة عطرها، فيصنع للبشرية شفاءً ودواءً من أطيب الأزهار. أيها القارئ، أنت منبع ماء عذب ونسيم هادئ.  

القراءة هي هوية الإنسان،  

والقراءة سلاح الإنسان.  

يزداد الذكاء بالقراءة، وليس هناك مشكلة تستعصي على قارئ مثقف.

أجمل هواية هي القراءة، وأجمل الهدايا هي الكتب. وخير أنيس لجليس الكتاب و بين دفتي الكتاب، توجد مفاتيح الكون، وأسرار العلوم وسحر الطبيعة. احترامي وتقديري لكل من يحمل بأصابعه طبشورة يكتب بها على السبورة، ولكل من يحمل بيده قلماً ويكتب على دفتر وكراسة، ولكل من يقرأ ويقلب كتاباً، ولكل من يكتب حرفاً ويركب الكلمات من الحروف ويتعلم كل يوم معلومة جديدة، ولكل من يرسم معالم الأوطان ببراعة. 

تقف الأوراق والأقلام احتراماً للقارئ والمتعلم والمعلم، يسبح له الحوت في بحر لجي، والنملة في سابع أرض. ينبض القلب لهم حباً، وينشد لهم الحب شوقاً. لكم يا قامة القراء حبٌ مغلف بالشوق للثمالة.