أتذكر أن مناحم بيجن قال : التطبيع مع الحكومات شيئ ، والتطبيع مع الشعوب هو الشيئ الٱخر والأهم والأصعب .

أرى أنه لا يستطيع أحد أن يثبت وجود رغبة إسرائيلية في الوصول إلى اتفاقيات سلام عادل وشامل هدفها النهائي يتمثل في ضمان استقرار المنطقة وازدهارها بكل شعوبها فهذه الرغبة موجودة وعلى مضض في بعض خطابات قادة الصهاينة المخادعة.

أهداف إسرائيل الكبرى مذكورة تقريبا في معظم كتابات قادة الصهيونية من "تيودور هرتزل" إلى "حاييم وايزمان" و"ديفيد بن جوريون" ووصولا إلى رئيس الوزراء السابق "نتنياهو" الذي ذكرها صراحة في كتاب من تأليفه بعنوان : "مكان تحت الشمس".

هذه الأهداف ليست من قبيل الشعارات الرنانة التي نسمعها كل يوم في عالمنا العربي، بل هي مبادئ عمل تكرس لها كل الإمكانات والاستراتيجيات، وهذا واضح تماما في كل تصرفات إسرائيل.

فالتوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة ، وضم الجولان ، وتهويد القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل والبحث عن الهيكل تحت المسجد الأقصى والخطط الحالية لضم أراضي شاسعة من الضفة الغربية كلها سلوكيات تبرهن ما نقوله.

وكذلك القانون الذي اقره الكنيست الإسرائيلي والمتعلق بيهودية الدولة. هذا القانون بالذات يبرهن بالدليل القاطع أن إسرائيل "دولة عقائدية متطرفة".

من الواضح لمن يتعمق بأن السلوك العدائي لإسرائيل تجاه مصر لم يتوقف يوما لا قبل كامب ديفيد ولا بعدها. فإسرائيل هي التي وقفت ودعمت انفصال جنوب السودان حتى تم فعليا عام 2011.

فكما رأينا إسرائيل توغلت فى "أفريقيا" وإستقطبت عدد من حكوماتها وهذا تحدي مباشر لتهميش دور مصر التاريخي القيادي الرائد فى العمق الأفريقي .. وكلنا نعلم دور الكيان فى تشجيع ودعم وتمويل تشييد أكبر سد كهرومائي على مستوى أفريقيا على منابع النيل الأزرق في أثيوبيا والذي يهدد الأمن القومي المصري.

والهدف الأبدي الإستراتيجي بعيد المدي للكيان الصهيوني هو : "إضعاف مصر". فالكيان الصهيوني الخبيث يعلم جيدا أن إضعاف وتهميش مصر يعني قوته وسيطرته على المنطقة عسكريا وإقتصاديا . ولعلنا نتذكر أن الكيان يبعث أصوات تحفظ وأحيانا إعتراض عند حصول أي دولة عربيه علي أسلحة حديثه.

وأيضا العقيده اليهوديه لم تسلم من عبث الكيان التى حولها إلي "عقيدة صهيونية" متطرفه وصريحه ، أو شعار لعقيدة "الأرض الموعوده" (Promised Land) ، وأيضا حلم "إسرائيل الكبرى" (Greater Israel)، تنطلق من تفسير لماهو فى "التوراه" يدرسونه فى مناهجهم ، ويزعم أن حدود الدولة الإسرائيلية تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في سوريا والعراق :

"ولما تجلى الرب على إبراهام، منحه الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات".

و"إسرائيل الكبري من النيل إلى الفرات" ستجدها مكتوبة فوق مدخل "الكنيست الإسرائيلي باللغة العبرية" :

ישראל השלמה מהפרת עד הנילוס

وانا كمواطن شاهدا على ما تعرضنا له منذ طفولتي فى العدوان الثلاثي عام 1956، ومرورا بهزيمة 1967، وحتي شبابي عام 1973 حيث حاربت مجندا فى جيش مصر فى معركة إستعادة الكرامه فى 6 أكتوبر 1973 وحيث "فشخنا" جيش الصهاينة سيظل الكيان الصهيوني عدوي إلي ٱخر يوم فى عمري⁩

⁦⁩ عاشت أرض مصر وشعب مصر ⁩