ان التركيز على التفاهة يتسبب في تثبيت ثقافة البلاده بين أطفالنا الذين هم رجال المستقبل وتصبح صورة المجتمع مشوها مقلدا لمن شهرته التفاهة.

 

 وأيضا يغيب عمدا المبدعين في الفن والتمثيل والرسم والمتألقين في الطب والهندسة والفيزياء وغير ذلك من الميادين، وهذا لم يكن لينجح لولا الجمهور المتابع للتفاهات.

 

وللأسف بعض وسائل الإعلام إنتقلوا من مرحلة "السبوبه" إلي مستنقع ما أسميه أنا مرحلة "مرتزقة الإستبلاد" وفيها أصبح الجاهل صحفيا ، والمرتزق إعلاميا وأعطوا التفاهات وقتا طويلا‼️.. فمثلا :

 

حكاية طلاق "شيرين وقص شعرها" تلقت 20 مليون مشاهده؛

 

وخناقة "حموبيكا مع عمر وشاكوش" تلقت 15 مليون مشاهده؛

 

وڤيديو واحده بيقولوا إعلاميه لا اتذكر إسمها وشكلها كده خريجة "صندوق مكياچ مع بوتوكس" بتقول فى مهرجان : "بحبك يا طارافولطا" (إسمه تراڤولتا) تلقي 10 مليون مشاهده ؛

 

 والاعلام المرتزق ينشر فيديو واحده تدعي أن الشنيور لا يثقب جمجمتها ، وفيديو واحد بياكل زجاج ، وفيديو واحد بينام فى بانيو مليان ثلج ، وهكذا ويجمعوا بينهم 6 مليون مشاهده.

 

????  وفيديو ٱخر "لواحده تخينه مكلكعه" لابسه جلباب ضيق وبتروق البيت بطريقة متعمده لتظهر مؤخرتها التى تشبه "فردتين عجل عربيه نقل" سايبين بدون صماويل تلقي 8 مليون مشاهده‼️

 

???? في حين أن خبر إكتشاف عالم مصري شاب "للچين المسبب لسرطان الكبد" للأسف الشديد تلقى 30 الف مشاهده ‼️

 

ان وصول المجتمع الى مرحلة يجعل من فنان تافه بطلا (الاسطوره وعبده موته والالماني) ومن نهيق المهرجانات مليونيرات وضيوف فى الاستوديوهات ، ولا يلتفت او يذكر فنانيه ومبدعيه وعلمائه ولا يعطيهم أي اهتمام بينما كان على الاعلام والمجتمع الاهتمام بمبدعيه وعلمائه ودعمهم، فهل أصبح مجتمعنا يدعم التفاهة ؟!

 

آن الأوان أن نغير سلوكنا ونتعاون جميع لنتغلب على التفاهة وعلينا ان نثور على الرداءة في المجتمع من أجل مستقبل أبنائنا ومن اجل مستقبل أفضل

فهل أنتم منتهون يا أولي الألباب؟

 

هل ننتهي من المساهمة في ارتفاع نسب الهزالة الاجتماعية ونعرض عن اتباع الفضائح والخوض في تتبع أعراض الغير؛ فالنفس البشرية مجبولة على حب اتباع هوى الفضائح وحشر الأنف فيما لا ينفعها .

 

وكل اهتمام بمحتوى تافه لن يخدم إلا مبايعة شخص غير مفيد لكي يأخذ اهتمام الصحف والمواقع ويصبح نجما على عرش مستنقع من السخافة تغذيه بعض الصحافة التي لا يهمها سوى ربح المال مع أن دورها الرئيسي هو تثقيف العامة وليس "استبلادها"

 

فكل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة فضائح وسخافات وإلا يكون مساهما في تدني المستوى الثقافي فلا تدع الحمقى مشاهير وقدوات فلا يشرف اطفالك أن يكون شخص مائع هو قدوتهم في الحياة وأن تبنى شخصياتهم على فعل سخيف دفع صاحبه ليكون قدوة لأطفالنا.

 

ولمواجهة ظاهرة شهرة الحمقى ونحن كمستخدمين للمواقع الاجتماعية علينا تجاهل هؤلاء لكيلا يزداد حجمهم؛ فخطورتهم أصبحت في أنهم أصبحوا قدوة للأجيال المقبلة.

 

وكانت أكبر حملة مواجهة للقضاء على الظاهرة في الغرب بإطلاق حملة " لا تجعلوا من الحمقى مشاهير" Don't Make the Fools Famous. 

 

 لكن لا يمكن أن نحارب ظاهرة تقوم على الجهل دون محاربة الجهل نفسه وبلادة الوعي في بلداننا فقد آن الأوان أن نغير سلوكنا ونتعاون جميعا لنتغلب على التفاهة والتفاهات ‼️