❤️(قصه شخصيه قصيره)❤️

 

????- الزمان : عام 2015 مايقرب من سبع سنوات 

????- المكان : قريتى كفر الحصة .. مركز نبروه

 

نعم .. غربتى طويله .. هكذا كان قدرى كما شاء لي ربي .. وكنت فى زيارة للوطن و لقريتى وفي حارة الحماديه ، وبعد العشاء طلبت من أختى أن تأخذنى الى منزل معين فى القرية ..

 

كنت وانا طفل صغير يطرق باب الصبا اعرف طريقى جيدا فى شوارع القريه .. ولكن كبرت القرية وتغيرت معالمها .. فأخذتنى اختى ومعنا إبن أخويا الحاج سمير السيد حماد.

 

واقتربنا من المنزل .. وتسارعت ضربات قلبى .. محاولا كبح دموعى .. ودخلنا .. ورأيتها .. ياااه .. 

يا الله .. 50  سنه لم أراها .. وهاهى امامى تقدم بها العمر  .. هاهى أمامى جالسة على فراش المرض ..

 

يا ربي .. ما زال وجهها السمح يشع نورا .. 

وجلست انا فى صمت .. وتكلمت أختى : 

"ازيك يا استاذه" .. وبصوتها المعهود بالحزم ردت : أهلاً .. انتى مين ؟ .. فقالت أختى : " أنا محاسن عبد الله حماد" .. فرفعت رأسها باهتمام قائلة:

 إزيك يا ست محاسن .. الله يرحم أمك الست ام سمير الأصيله ويرحم أبوكي .. الله يرحمك يا عبد الله كان حبيب الناس .. يا محاسن ..  أبوكى يابت كان عالم .. 

 

وهنا قالت لها أختى : استاذه .. فيه هنا واحد جاى مخصوص يشوفك .. فرفعت رأسها مرة اخرى وقالت: مين ؟؟؟ .. مين يا محاسن ؟؟! وهنا تكلمت أنا : 

 

- أنا سمير  يا استاذتى .. أنا سمير عبدالله حماد .. تلميذك .. فاكرانى ؟؟ .

 

وهنا ... رفعت وجهها الجميل وادارته ناحيتي .. نعم أدارت وجهها وجسدها النحيف ناحيتى وصرخت : "حبيب قلبى يا ابنى .. سمير .. تعالى ياوله .. تعالى ياوله" .. فاتحة ذراعيها .. وحضنتنى واحتضنتها .. 

 

ولم اتمالك نفسى وبكيت أنا بحرقة .. وقبلت جبينها ويدها .. وبكت هى .. وبكت اختي .. وبكى الحاج سمير ابن اخي .. وأجهش بالبكاء كل من بالغرفة .. وتحسست بأصابعها وجهى .. لانها ضريرة  .. 

 

ثم جائت البسمة الرائعه وقالت: 

فاكر يا سمير لما لقيت جنيه فى الشارع وانتا جاى المكتب وسلمته ليا ؟ ..

 

 نعم استاذتى فاكر .. ياربى .. يا الله .. هاهى تتذكر حادثة مضى عليها اكثر من ستين عاما .. ولم اتعجب فهى من حملة وحفظة ومعلمى القرآن الكريم .. لأجيال من قريتى فأنا ليس الا واحد منهم  .. 

 

نعم كانت هى ضريره البصر .. انار الله بصيرتها .. فجعلتنا نحن نرى .. علمتنى هى وانا طفل آيات القرآن .. شاركت هى فى جعلى إنسان .. وسيظل فى قلبى لها الحب والتقدير والامتنان .. 

 

⚫ وبعد شهور قليله من زيارتى لها .. علمت ان معلمتى انتقلت الى جوار ربها  .. رحمة الله عليك أستاذتى ومعلمتى  .. "الشيخه غزاله"  .. كوكب أنار درب حياتى ودنيتي .. ونجمة من نجوم قريتى !♥

 

                    ????????(وكم فخور انا بأصلى)????????