حرب 67 : ???? تجربه شخصية محفورة فى الذاكرة ????

(بعضكم او معظمكم كان لسه طفل او لم يولد بعد)

 

???? تنويه شخصي : 

مقصدي من هذا المنشور ليس تحليلا سياسيا أو عسكريا لحرب يونيه 1967 ، أو حرب أكتوبر 1973 ، ولكنه بالضرورة تجربتي كما عشتها طفلا من عام 1956 مرورا بعام 1967 كصبي صغير حتي عام 1973 شابا شارك مجندا فى حرب أكتوبر ..

 

 إنه "وصف لأيام عشتها بحلوها ومرها" كما عاشها الكثير من أقراني ، وبذلك : أعتذر مقدما عن عدم ردي على أي تعليق سياسي‼️

 

???? فى عام 1956 .. أيام العدوان الثلاثي على مصر كنت طفلا فى مدرسة أيكيسلر الإبتدائية فى القاهره .. مازلت أتذكر الظلام والذعر من صوت صفارات الإنذار تعلن عن هجوم جوي غاشم للطائرات البريطانيه على مطار ألماظه القريب من منزلنا .. ويهرع بنا أمهاتنا للإحتماء في المخابئ مع صوت طلقات مدافع الدفاع الجوي المصري ..

 

???? فى شهر يونيو عام 1967 كنت طالب صغير سينتقل لسنه تانيه ثانوى فى مدرسة إبن خلدون الثانويه العسكريه فى القاهره 

 

 يوم 5 يونيه 1967 - أحمد سعيد (فى محطة صوت العرب) طول اليوم يقول أسقطنا كذا طائرة اسرائيليه وضربنا كذا وكذا موقع .. وكنا حبا فى جيش الوطن نصدق ونفرح. 

 

ويوم 6 يونيو .. اختفى أحمد سعيد وحل محله موسيقى عسكريه - ومن يوم 7 يونيو كانت أيام ذهول حيث تغيرت الصوره وأصابنا شعور معتم - وكنت كالكثير مثلى حينها عضو فى "طلائع الاتحاد الاشتراكى" - وطلب منا التطوع ان نذهب إلى محطات القطار ونقابل الجنود العائدين من الجبهة .. وكانت مجموعتى مقرها مدرسة التحرير الاعداديه فى شارع الخارجه قريبه من محطة قطار المطريه ..

 

كنا فى ورديات طوال 24 ساعة كل يوم  لمدة أسبوعين  ونقيم ليل نهار فى المدرسه - كنا فى كل ورديه فريقين ، فريق يذهب إلى محطة قطار المطريه ويقابل الجنود ويطلب من الذين معهم سلاح أن يسلموا سلاحهم للشرطة العسكريه فى المحطة ويصاحبهم للمدرسه، وفريق ٱخر فى المدرسه يقدم الخدمات للجنود من الإغتسال ، وتطهير وتضميد الجروح وتقديم الملابس ووجبات الطعام الساخن.

 

 والدموع دائمة الحضور فى عيوننا نأخذ الجنود إلي المدرسة يغتسلون ويتناولون وجبة غذائيه ساخنه يتبرع بها يوميا سيدات وربات بيوت من المقيمين فى محيط المدرسه ، سيدات منطقة الخارجه العظيمات .. 

 

لن أنسي ما حييت الدكتور صيدلي سعد فهمي عبد الملاك (صاحب أجزخانة سعد بجوار قسم شرطة المطريه) الذي كان يتبرع يوميا بصندوق به مطهرات جروح وشاش وقطن ويحضره بنفسه للمدرسه صباح كل يوم .

 

 لن أنسي رئيس مباحث قسم شرطة المطريه الرائد مصطفي الدهشان (صديق والدي) الذي كان يمر يوميا علينا للإطمئنان مشجعا لنا ويحمل فى سيارته وجبات صنعتها زوجته وزوجات زملائه فى القسم تبرعا فى تلك الأيام العصيبه . وايضا مرور مأمور قسم شرطة المطريه العميد صلاح النزهي الذي كان يشجعنا كل ليله.

 

كان يمزق أحشائي منظر جنودنا وتقتلني عشرات المرات يوميا دموعهم ، وكسرة الحزن فى عيونهم ، فمعظم الجنود كانت اقدامهم مجروحة من كثرة المشى وكنا ننظف ونطهر لهم الجروح ونربطها بالشاش وكنا نعطيهم ملابس داخليه وكاوتشات بيضاء وترنجات ويذهبوا بعدها لوحداتهم - كانوا فى ذهول ، ونحن كصبيان وشباب صغير .. كنا فى ذهول واحيانا بعد الورديه كنا نبكى فى صمت. كنا نشعر بأن هناك من دهس كرامتنا وأذل عزتنا.

 

❤️ وشاء الله انى بعد سنين .. شابا  يافعا .. أشارك مجندا فى جيش مصر ..  فى حرب 6 اكتوبر المجيده عام 1973 .. حرب إستعادة الكرامه  ولم يشفى غليلى إلا منظر الأسرى الصهاينه الذين تم أسرهم من خط بارليف على قناه السويس مذلولين بعد أن فشخنا جيشهم وكسرنا عنجهيتهم‼️

 

⁦????????⁩(لآخر يوم فى عمري الكيان الصهيوني عدوي)????????