العقلات الجافةذات العقد النباتيةالمتناثرة يهوي عليها السكين ليبعثر أشلاءها ،،، هذه الأشلاء يوما ما كانت متجاورة متلاصقة في كرمة واحدة كبيرة يجري فيها نفس الماء ونفس العصارة ،، حتى هذه العقيلات كانت يوما فروعا نضيرة في شجيرات وتتدلى من بعضها الثمار وتحتها الظلال أو كانت حتى تحمل الزهور
يد سمراء جافة أشد جفافا من هذه الأخشاب أو العقل تحملها وفي اليد الأخرى وتد خشبي يفسح مكانا بين حبيبات الطين السمراء ويأتي دور كل عقلة لتغرز في مكانها الجديد بعضها يحن لأرضه القديمة والبعض الآخر منتش متشوق إلى الحياة الجديدة عندما يأتي الربيع
وانتهى دور الوتد وانغمرت جميعها بالماء شاءت أم أبت ، وأطبقت عليها التربة وأقفلت مسامها كأنها حضن أو سجن
لم تكن العقيلات قد اعتادت على هذه الأرض بعد حتى فوجئت باليدين السمراوين تقتلعانها من تربتها لتوضع في آنية غريبة وتنقلها عربة كبيرة تهتز كثيرا وكلما اهتزت تباعدت فيما بينها وتساقطت حبيبات التربة عنها ،،،،،، ثم يعود هذا الوتد اللعين ليدقها مرغمة في أرض جديدة لتقتلعها اليدان السمراوان لتذهب كل عقيلة إلى مكانها الجديد في أركان الأرض الأربعة لتصبح أخيرا شجرة تخضر وتنبت آمنة من الشتل والاقتلاع من جديد
كلها أنبتت إلا واحدة زرعت في حديقة بيت كبير وأبت إلا ان تظل خشبة مجدبة ،، سمعتهم بجوارها يتحدثون في عجب : عندما كف الوتد عن الدق على رأسها أبت الإنبات ،، فردت هامسة في نفسها : نعم ، لأن الاقتلاع والشتل والدق جعلوني لاأصلح إلا خشبة ميتة ومات في داخلي الاخضرار وقتلت في الحياة فأصبحت جذرا لفرع لن ينبت أبدا
الموت شتلا .. .. .. .. من مذكرات قطعة خشب